لاشك بأن مطار الملك عبدالعزير بجدة يعد أهم مطار بالمملكة العربية السعودية حيث يكتسب تلك الأهمية والمكانة من الدور الأهم والأوحد الذي يقوم به كونه البوابة الأولى للحرمين الشريفين التي تستقبل وتودع القادمين لأداء الحج أو العمرة كل يوم وهم بالتأكيد يقدرون كل عام بالملايين من كل بقاع الأرض، وهنا يستوجب أن يكون هذا المطار هو الأكبر والأجمل والأكثر سلاسة في استقبال وتوديع تلك الملايين، وقد سعدنا كثيراً بافتتاح هذا المطار الرائع في كل مكوناته بالرغم من التقادم والتأجيل المتكرر التي مرت به عملية الافتتاح التي جعلت المسافر والقادم إليه يشعر بالزهو لكن يقول المثل الشعبي (الزين ما يكمل) حيث تركت الصالة الشمالية منه دون تطوير مما ترتب على ذلك السوء المتراكم في كل مكوناتها، فالصالة لا تليق أبداً بمكانة المملكة العربية السعودية الحضارية ولا تتناسب أبداً مع الحالة التطويرية المتقدمة التي حظي بها المطار الرئيس والمؤسف أنها تستقبل وتودع أغلب المؤدين للحج أو العمرة فتمحو بذلك كل تلك الصور الرائعة التي شاهدها ولامسها الحجاج والمعتمرين في كافة المشاعر كونها الصورة الأخيرة التي يحملونها قبل الإقلاع إلى بلادهم فالصالة أصبحت متهالكة تشكو التكدس الكبير والفوضى والتقادم في كل شيء حتى في الخدمات الضرورية للإنسان وكأن تلك الصالة الكئيبة لا تقع تحت إطار الخدمات المقدمة من الطيران المدني والخطوط السعودية.
ولعلي هنا أطرح تساؤلًا يتسع باتساع هذا الوطن الكبير إلى الطيران المدني والخطوط السعودية فأقول:
أين أنتم من تطوير هذه الصالة أو إلغاء السفر والقدوم منها فهي واجهة تخدم أغلب ضيوف الرحمن؟
فالدور الذي تقوم به أصبح سلبياً ولا يعكس ما تعيشه بلادنا من تقدم في مختلف المجالات الحياتية ولا يتوافق مع متطلبات خطتنا التنموية الطموحة 2030 لذا أتمنى المسارعة بإعادة النظر في وجود تلك الصالة إما بالتطوير الشامل لتتناسب مع حالة المطار الجديد أو إيقاف خدماتها تماماً بعد أن أصبحت نقطة سوداء في جبين طيراننا المدني وخطوطنا السعودية.. والله من وراء القصد.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
