بعد وجبةٍ فاخرة على متن الناقل الرسمي «الخطوط السعودية»؛ التي لا تجدها إلا على درجة رجال الأعمال، ولستُ منهم، ولكن من مكتسبات كرة القدم أنه عندما تُكلَّف كمُقيِّم للحُكَّام بدوري روشن، يُوفِّر اتحاد كرة القدم حجزاً لك على هذه الدرجة، ويُشكَر على ذلك.
المهم أنه مع الوجبة، كان هناك عود أسنان فاخر، فضحكتُ وتذكرتُ أنني كمتقاعد لا أحتاج إلى عودٍ للأسنان، فكما قال الشاعر: لا يُصلح العطَّار ما أفسده الدهر.
المتقاعدون والجهة المسؤولة عنهم، سواء مصلحة التقاعد، أو تحوَّلت إلى التأمينات، نسمع منها بين فترةٍ وأخرى عن مبادرات وتخفيضات طيران مثلاً، أو شراكات اجتماعية.. وغيرها، ولكن ما هي نسبة المتقاعدين الذين يستفيدون من هذه المبادرات؟، وهل خففت شيئاً من أساسيات الحياة -وليس مكملاتها- عن كاهلهم؟!.
المتقاعد لا يحتاج إلى عود أسنان، ليُخرج ما تبقَّى من طعامٍ بين أسنانه، التي قد تكون معدومة أو غير موجودة أصلاً، فهو يحتاج إلى أساسيات أولها تحسين الرواتب، وتوفير العلاج اللازم عن طريق تأمين شامل، وهذا تقع مسؤولية مناقشته على مجلس الشورى، خاصة للمتقاعدين ذوي الرواتب المتدنية، ولن تبخل حكومتنا على تحسين مثل هذه الأمور للمواطن، ومجلس الشورى هو عين ولاة الأمر على احتياجات المواطن.
الجهة المسؤولة (التأمينات التي تحوَّلت لها تقريباً جل رواتب المتقاعدين) لديها موارد عدة تستثمر بها، وهناك مردودات جيدة. فلماذا لا تنظر للوجبة قبل عود الأسنان؟!.
ألا يستحق من قضى عمره بخدمة وطنه، تأميناً صحياً شاملاً يُريحه فيما تبقَّى له من سنوات عمره؟.
ألا يحتاج إلى نظرة حانية من الشركات التابعة -بنسبة كبيرة- للوطن، كشركة الكهرباء والمياه، لتكون هناك تخفيضات لكل متقاعد، أو شريحة معينة منهم؟، فكل متقاعد بحاجة لمثل هذه التخفيضات، وليس بحاجة –مثلاً- لأن يُسافر ويبحث عن تخفيضات من شركات الطيران.
مواليد جيل الطيبين أصحاب تواريخ ميلاد 1/ 7، يحتاجون إلى رعاية طبية كاملة، وليس إلى صحن فول كما تعلن بعض المطاعم، وكأن صحن الفول مع السمن مع حبة تميس هي أمنية. ففي كل عام نرى مثل هذه الإعلانات، ويبقى الفول كما هو، ولكن لو أعلنت الصيدليات مثلاً أن العلاج يُباع بسعر التكلفة لتلك الفئة، لأَدْخَلَت السرور على قلوبِهم.
* خاتمة:
هناك مكملات وهناك ضروريات، فلنبحث عن لب الاحتياجات، وليس عن قشور يمكن الاستغناء عنها.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
