Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

من حكايات الماضي

A A
في بداية ظهور خدمة (التلفزيون) ببلادنا تضايق البعض من ظهورها، بحجة أنها قد تكون جالبة للسلوكيات التي قد تتنافى مع العادات والمبادئ التي جبل مجتمعنا عليها، وظل الصراع حينها قائماً بين بعض الأسر في قبول هذه الخدمة من عدمه، حتى أن بعض أفراد الأسر وخاصة الشبيبة منهم ظلوا يتسللون (خلسة) لبعض جيرانهم لمشاهدة بعض البرامج، لإصرار أولياء أمورهم عدم دخول هذه الخدمة إلى منازلهم للأسباب التي أشرنا إليها آنفاً.

وأعترف وعن قناعة: أنني كنت من أوائل الذين أقدموا على اقتناء هذه الخدمة لقناعتي من جدوى مدلولها والمنافع الإعلامية التي سنجنيها من ورائها من جهة، ولأن الدولة -أيدها الله- لا تقدم على تحقيق مشروع (ما) إلا وقد تحققت من جدوى مشروعيته وطنياً، وتماشيه مع النهضة المطردة التي تعم أرجاء البلاد، وقد وجدت من بعض معارفي من معارضي هذه الخدمة كثيراً من اللوم لكن قناعتي لفاعلية هذه الخدمة جعلتني لا أصغي لذلك.

ومرت الأيام والشهور والأعوام ويصبح «التلفزيون» أداة فاعلة إعلامياً ووطنياً في مسيرة نهضتنا المباركة وعلى مستوى المدن والقرى والهجر وحتى مع الرعاة، أينما حلوا وارتحلوا إضافة إلى قناعة من كان معارضاً لقيام هذه الخدمة، ولأنه وسيلة داعمة من وسائل النهوض والتطور والرقي، ثم توالت بعد ذلك العديد من الخدمات الهاتفية الأرضية منها المحمولة كالبيجر والجوال وما في حكمها مما له صلة بخدمة الإنسان ويتفق مع ظروف العصر ومتطلباته.

* خاتمة: إن كل التقنيات والأجهزة الخدمية التي أشرت إليها في صدر هذه المقالة تمثل ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة، ولا ننكر الإيجابيات والمستهدفات المحمودة من ورائها إذا أحسنا استخدامها، في تحقيق الأهداف التي وجدت من أجلها، ولا ننكر أيضاً أن لها بعض السلبيات وخاصة أجهزة الجوالات والمواقع المشبوهة التي تظهر فيها من بعض القنوات غير الرسمية المغرضة سلوكياً وأخلاقياً الهدف منها الغزو الفكري والسلوكي لأبنائنا وبناتنا بطرق ملتوية ومتعددة.

ورغم حرص الدولة ممثلة في الجهات المعنية في أخذ الحيطة والحذر من هذه القنوات المغرضة فإن علينا نحن المواطنين من أولياء أمور وغيرهم المتابعة الجادة ومراقبة أبنائنا وبناتنا من الانجراف وراء هذه القنوات وما تبثه من سموم وأخذ الحيطة والحذر منها والإفادة من البرامج المفيدة ومحاربة ما لا يفيد منها، حماية لأبنائنا وقيمنا ومبادئنا الإسلامية السامية التي فطرنا عليها ممن يحاول المساس والإخلال بها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store