Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

لماذا يعشق المسلمون حبيبتي؟!

A A
* في إحدى رحلات قدومي لـ(المدينة المنورة)، وبينما الطائرة تقترب منها، كان الحاج الذي بجواري ينظر من خلال النافذة، وعيناه تغرقان بالدموع، وعنها أكد لي: كيف لا أبكي وأنا سأزور للمرة الأولى مدينة مباركة هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيه سكن، وجسده الطاهر فيها دُفِن.

****

* المدينة المنورة هي تلك الجوهرة التي في أركانها تنزَّلت الآيات، وفي طرقاتها تجوَّل النبي عليه الصلاة والسلام، والملائكة عليهم السلام، والصحابة رضوان الله عليهم، وكل زاوية فيها نابضة وناطقة بحكاياتٍ خالدة من تاريخنا الإسلامي، وفضائلها من المُسلَّمات والثوابت، وفيها أُلِّفت الكثير من الكتب والدراسات، ويمكن الرجوع لبعضها في الموقع الإلكتروني لمركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، وغيرها من المؤسسات العلمية المتخصصة.

****

* أما (أهل المدينة) الذين استضافوا رسول الله ونصروه؛ فيكفي على فضلهم قوله عليه الصلاة والسلام وهو يخاطب الأنصار يوم حنين: (أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون برسول الله؟ لو سلك الناس وادياً وسلكت الأنصار شعباً لسلكت شعب الأنصار)، والمجتمع المدني حتى يومنا هذا تشهد على فضله القلوب ماضياً وحاضراً، ومن سبقت له زيارة لأي من الدول الإسلامية.. أو كان له لقاء ببعض المسلمين الذين يعيشون في المهجر، فسيلمس الحب الكبير الذي يحملونه لأهل طيبة الطيبة.

****

* أما لماذا يحب المسلمون (أهل المدينة)، فلأنهم جيران النبي عليه الصلاة والسلام، ولأنهم يتميزون بتعايشهم مع غيرهم، فهم يرحبون بالمهاجرين والزائرين، ويحتضنونهم؛ ويكفي شاهداً على ذلك برنامج المؤاخاة في العهد النبوي، أيضاً هناك حسن خلقهم وسماحتهم، ولينهم وعطفهم، وهدوءهم، وحرصهم على خدمة مدينتهم وزوارها الكرام؛ وهم في ذلك يبادرون ويتسابقون ويرسمون أبهى صور العطاء والإخلاص والتفاني في هذا الميدان.

****

* تلك الكلمات سبق وطرحتها، وقد تذكَّرتُها وأحد ضيوفي من خارج المملكة يُؤكِّد قبل أيام بأنه يجد في المدينة أماناً وراحة نفسية لا يحظى بها في بلده وقرب أهله، مؤكداً بأنه يعشقها ويشتاق لها بمجرد مغادرته لها، مضيفاً: إن المدينة النبوية ازدادت بهجةً وجمالاً من خلال المشروعات الكبيرة، خدماتية كانت أو ثقافية، ولاسيما ما يتعلق بـ(الأنسنة، واستحضار التاريخ)، كما هو الحال في المساجد التاريخية، وجادة قباء ودرب السنة وغيرها.

****

* وهنا، حقي أن أرفع هامتي اعتزازاً وفخراً بـ(أهل حبيبتي المدينة المنورة)، داعياً إلى تعزيز قِيمهم النبيلة في نفوس ناشئتهم، لتظل كما هي حاضرة ما بقي الزمان، وأخيراً ما أرجوه من مُنظِّمي الفعاليات والمهرجانات في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مراعاة خصوصيتها وطبيعة أهلها؛ لتظل مدينة للسكينة والنور، وعاصمة أبدية للقيم والإنسانية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store