Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

ثورة التقنية عولمة العالم..!

A A
الحديث عن آثار وتحديات تقنية المعلومات في العصر الحديث لم يعد حكرًا على عالم في برجه العاجي ولا باحث في مختبر خاص في جامعة مرموقة ولا سر محظور تداوله إلا بإذن من سلطة أو نظام خاص يتحكم في مخرجاتها واستخدامها دون غيره ولا أي حاجز من الحواجز التي تحول دون الوصول إليها والاستفادة منها في أي مكان على وجه الأرض.. وفي الفضاء الخارجي والأقمار الصناعية والطيران.. وفي أعماق البحار والمحيطات حتى أصبحت لغة العصر المهيمنة.. عولمة المعلومات وشيوع استخدامها وجني ثمار فوائدها التي لا تحصى ولا تعد.

ومن الجائز القول بأنها صدمة حضارية استشرفها عدد من مبدعي الخيال العلمي في روايات وقصص تراكمت رؤاها من ذو القدم وتوصل الإنسان في القرن العشرين على طريق من سبقهم بتفتيت الذرة وفتح أسرار استخدامها وابتكار التطبيقات لمنفعة الإنسان وتغيير تعاملاته في شؤون حياته اليومية في كل مكان وعلى كل المستويات.. تفجرت ينابيع العلم والمعرفة على يد الباحثين في المعامل المختبرية مثل ستيف جوبز مبتكر الـI Phone (وبيل غيتس.. مبتكر مايكروسوفت).

وبزغت أنوار العصر الحديث بالتجارب في ميادين الحياة العامة لمنفعة البشر.. ومع تطور الإبداع والتصنيع فتحت نوافذ الفضول العلمي على مصراعيها حطمت الحواجز وأثبتت جدواها ووفرت الاستخدام والتميز.. ومع مرور الوقت والقبول أصبحت الأسعار ميسرة وفي متناول الإنسان أينما كان وفي كل مكان.

لقد أصبح واقع الحال بواسطة التطبيقات التقنية في المختبرات العالمية وفي تسيير المركبات الفضائية وفي التعليم بكل مراحله والتعلم وإجراء العمليات الطبية والإدارة والحروب والتقاضي عن بعد ومراقبة المخالفات المرورية والاطلاع على ما يدور في العالم من أخبار وتغيرات مناخية على سطح الشاشة والنقال الذي أصبح من ضرورات الحياة يحمل مكتبا افتراضيا في الجيب به كل المعلومات الشخصية ومن خلاله التواصل الفوري مع من يلزم في أي مكان من العالم والقائمة تطول ولا حرج.. بالصوت والصورة.

ومشهد القبول وسرعة التكيف والتعود على استخدام تقنية المعلومات قوبل بالقبول السريع والتسابق على شراء الجوالات وأجهزة الحاسوب وفتح التطبيقات وحفظ المعلومات واسترجاعها متى ما اقتضت الحاجة ذلك.. وثورة تقنية المعلومات التي عمت العالم لم تأتِ من فراغ بل إنها نتيجة لتراكم المعرفة وتفاني الإنسان في البحث والتجارب حتى نضجت وخرجت وأصبحت في متناول الجميع.

في هذا الطرح مرور سريع على مشهد صدمات ثورة المعلومات الحضارية التي أصبحت المجتمعات الإنسانية مرتبطة بها بشكل لا مفر منه.. تكيف الإنسان مع استخدام تطبيقاتها وجني ثمار فوائدها بدون حدود.. إنها واقع حياة الإنسان المتطورة تتألق تفوقًا وإبداعًا في كل دوائرها ومحطاتها الافتراضية ولحظاتها الآنية الممتعة والمؤلمة من جراء الحروب والاضطهاد والكوارث الطبيعية والصراعات والثراء المتوحش والفقر والحرمان وزعزعة الأمن والاستقرار حتى أصبحت ثورة تقنية المعلومات.. ثورة عولمة بامتياز بما لها وما عليها أمرًا افتراضيًا واقعيًا يعيش الإنسان فيه وبه ولا مفر منه في كل شؤون الحياة..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store