Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

تذكرة الخيال وتلك الأرض البور!!

A A
* قبل سنوات كنت في زيارة لـ»لبنان» في رحلة عمل، اضطرتني مع اثنين من الزملاء إلى الذهاب إلى إحدى مدنه الجنوبية، وهناك وفي ميدان عام؛ ولأننا كنا نرتدي «ثيابنا السعودية»، لاحقنا أحدهم بالسَّب والشتم، مُضيفاً بصوت مرتفع حاقد ما مضمونه: (أنتم أيها السعوديون مجرد بدْو أجلاف، امتلكتم مواردًا وأموالاً لا تستحقونها، وما أنتم فيه من خير لنا ولكل العرب حقٌّ فيه، فنحن شركاؤكم فيه)!!.

****

* طبعاً ما نطق به (ذلك البائس)، والذي صادق عليه -للأسف- من كانوا في ذلك الميدان بصمتهم عن بذاءاته، وعدم إيقافها احتراماً لضيوفهم، ما هو إلا صدى لما تتناقله منذ سنوات وسائل لبنانية وفلسطينية وأخرى عربية، وتُردده أصوات حاقدة سياسية كانت أو مثقفة أو إعلامية، حتى وصل الأمر لبعض خطباء المساجد الذين تركوا واجباتهم في التوعية الدينية، وتسليط الضوء على معاناة مجتمعاتهم، وتفرغوا في خطبهم للحديث عن قضايا سعودية لا شأن لهم بها؛ بل هي غاية في الخصوصية المحلية!.

****

* ومن نماذج تلك التوجهات والممارسات استنكار بعض الأئمة في منابر الجمعة قبل أيام لـ(استضافة المملكة للفعاليات العالمية، وحديثهم كذلك عن تعاقد نادي النصر السعودي مع اللاعب العالمي كريستانو رونالدو، وحتى «تذكرة فوق الخيال» التي تمت المزايدة عليها ضمن تذاكر مباراة نجوم النصر والهلال وفريق باريس سان جرمان الفرنسي)؛ حيث تَورَّمت أوداجهم حقداً وسخرية، ونطقت ألسنتهم كذباً للتدليس على عامتهم، زاعمين أن (السعوديين) بمثل تلك الفعاليات وما يصاحبها يهدرون أموالاً (هم أيَّ العرب بها أولَى)!.

****

* وتأكيداً على تدليس (أولئك) أن من تحدث منهم عن «تذكرة الخيال»، تجاهل أَن قيمتها كانت لمساعدة المحتاجين في (منصة إحسان الخيرية)، حيث نُقَودُ أغنيائنا ذهبت لفقرائنا؛ لتأتي الشهادة تلو الأخرى بأن (أولئك الحاقدين) لا همّ لهم إلا الكذب وتزييف الحقائق في بحثهم عن أيّ شيء أو ذريعة لتشويه صورة (المملكة وأهلها)، مع أنهم يدركون جيداً أن (السعوديين) لا ينفقون ريالًا واحداً إلا في الخير، أو من أجل تجاوز خطوة في طريق بناء وطنهم، وتحقيق رؤيتهم الطموحة 2030م التي تُبشر بتنمية مستدامة وشاملة في شتى المجالات.

****

* أخيراً قبل عشرات السنين؛ وحين كان أبناء الجزيرة يصارعون الفقر والجوع، غاب أسلاف أولئك عن نجدتهم، فيما (المملكة حكومة وشعباً) وبعد أن أغناها الله كانت ولا تزال حاضرة دائماً في نصرة أشقائها ورفع لواء قضاياهم العادلة، ودعمهم بالمليارات من الدولارات، ولكن صدق من قال: (لا عجب إن نبت الشرُّ في أرضٍ غُرسَ فيها الخير، لأنها في الحقيقة بور لا تصلح للزراعة)!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store