شهد المجتمع السعودي في السنوات الخمس الأخيرة نقلة نوعية في كل المجالات، ولاسيما فيما يخص المرأة؛ إذ تم تمكينها بوجودها في مواقع صنع القرار، ومن أهم برامج ومبادرات الرؤية المتعلقة بتمكين المرأة؛ إنّ تنمية أي مجتمع لا تكون إلّا بمشاركة نصف المجتمع.
من هنا نجد أنّ المملكة عملت على تعزيز دور المرأة القيادي، من خلال إطلاق عدة مبادرات، من أبرزها «مشروع تمكين القياديات النسائية في مواقع اتخاذ القرار»، ومشروع «تحقيق التوازن بين الجنسين في الخدمة المدنية»، «ومشروع إستراتيجية العمل عن بُعد في الخدمة المدنية»، «ومشروع دور ضيافة الأطفال في مقرات العمل»، و»المنصة الوطنية للقيادات النسائية السعودية»..
ومن مؤشرات تمكين المرأة التي تحققت:
-المشاركة السياسية، فقد تجاوزت مشاركة المرأة في مجلس الشورى، العضوية، التي بلغت 20%؛ إذ أصبحت مساعداً لرئيس مجلس الشورى، وتعد الأستاذة حنان عبدالرحيم مطلق الأحمدي أول امرأة سعودية تتولى هذا المنصب، وزاد عدد السيدات العاملات في السلك الدبلوماسي بنسبة 150%، منهن 5 سفيرات، وأول سفيرة سعودية الأميرة ريم بنت بندر سفيرة السعودية في الولايات المتحدة، وثاني سفيرة الأستاذة أمل يحيى المعلمي سفيرة المملكة في الدانمارك، وثالث سفيرة الأستاذة إيناس أحمد الشهوان سفيرة المملكة في السويد، ورابع سفيرة الأستاذة نسرين محمد الشبل سفيرة المملكة في فنلندا، والسفيرة الخامسة الأستاذة هيفاء عبدالرحمن الجديع سفيرة ورئيسة بعثة المملكة إلى الاتحاد الأوروبي وإلى الجمعية الأوروبية للطاقة الذرية.. كما شغلت الأستاذة فاطمة باعشن منصب المتحدث باسم السفارة السعودية في واشنطن، لتكون أول سعودية تشغل ذلك المنصب.
وقد كُّلِّفت المرأة السعودية بمهام خارجية منها: السكرتير أول عبير يوسف دانش، رئيسة اللجنة القانونية في وفد السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة.. ورندة الهذلي، أول سعودية تصل إلى اليمن ضمن فريق البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن.. وأفنان الشعيبي الأمينة العامة والمديرة التنفيذية لغرفة التجارة العربية البريطانية.. ولأول مرة تصبح امرأة سعودية مندوبًا دائمًا لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو، وهي الأميرة هيفاء بنت عبدالعزيز بن محمد بن عياف آل مقرن لخبرتها الواسعة في العمل الدولي، وقد تم تكليف الدكتورة أمل جميل فطاني لتكون ملحقًا ثقافيًا في المملكة المتحدة، والدكتورة فهدة بنت عبدالعزيز آل الشيخ ملحقًا ثقافيًا في أيرلندا، والدكتورة يسرى الجزائري قائمًا بأعمال الملحق الثقافي بالمغرب، كما أصبح 50% من أعضاء مجلس هيئة حقوق الإنسان السعودية من السيدات، وأصبحت رئيسة الهيئة امرأة بمرتبة وزير.
وعلى الصعيد الدولي، تبوأت المرأة السعودية مناصب مهمة في منظمات دولية وانضمت إلى هيئات تدريس في جامعات عالمية، وشغلت منصب المدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان، والأمين المساعد للأمم المتحدة، ومساعد مدير عام منظمة الصحة العالمية، وعضوية لجنة المرأة في الأمم المتحدة، وشغلت مناصب مهمة في منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي.. ونتيجةً للتقدُّم المُحرَز في مجال التمكين على كافة الأصعدة، فقد توّجت الرياض عاصمة للمرأة العربية عام «2020».
وتهدف مبادرة «التدريب والتوجيه القيادي للكوادر النسائية» إلى تطوير برامج تدريبية وتوجيهية تستهدف تحسين مهارات النساء العاملات ورفع نسبة توظيفهن في المناصب القيادية، وأسهمت المبادرة في تدريب وتوجيه 506 من النساء العاملات حول المملكة، مقسمات إلى فئتين: فئة القياديات وهي التي تشغل منصبًا قياديًّا في الإدارات العليا، وفئة المديرات وهي التي تشغل منصب مديرة قسم أو رئيسة إدارة في المستويات الإدارية الوسطى.
-التمكين الاقتصادي للمرأة، حيث تم توحيد سن التقاعد للجنسين، ومنع التمييز بين الجنسين في الأجور ونوع الوظيفة وساعات العمل، وتمكين المرأة من ممارسة الأعمال التجارية دون الحصول على موافقة مسبقة.. ويأتي في مقدمة المناصب الاقتصادية التي تولتها المرأة، رئاسة مجلس إدارة شركة السوق المالية السعودية «تداول»، وقد تولّتها الأستاذة سارة السحيمي.. ووصلت نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل إلى أكثر من 31%، وبلغت نسبة امتلاك المرأة لشركات صغيرة ومتوسطة 30%، وبلغت مشاركتها في القطاع الحكومي 40%، وفي القطاع التنموي والخيري 69%.. وممّا أسهم في تعزيز هذه المشاركات الفعالة للمرأة منظومة من البرامج والأنظمة والقوانين منها: إلغاء اشتراط موافقة ولي الأمر على العمل.. إلغاء اشتراط سفر المرأة بمرافقة محرم أو موافقة ولي الأمر لمن أتمَّت سن 21 سنة.. إعطاء المرأة التي أتمَّت 21 سنة حق إصدار أو تجديد هويتها وجواز سفرها.. السماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة.. إصدار قوانين مكافحة العنف والإيذاء والتحرّش.. أما البرامج فمنها: برنامج «وصول» لنقل النساء العاملات، ويغطي 13 منطقة من مناطق المملكة.. برنامج حضانات الأطفال للمرأة العاملة (برنامج قرة) لدعم تمكين المرأة العاملة من الالتحاق بسوق العمل..
برنامج تمويل العمل الحر، الذي يُشكِّل دورًا رئيسيًا في تعزيز كفاءة وفعالية الراغبين بخوض العمل الحر. وتمكين المرأة لا يقتصر على هذيْن المجاليْن، فهناك مجالات أخرى سأبحثها في مقالٍ لاحق إن شاء الله.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
