Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

حي الحفرانية!!

A A
لقد استطعت الصمود على مدى 20 عاماً -هي عُمر مسيرتي الكتابية بالصحافة- من التطرق عبر مقالاتي تصريحاً أو تلميحاً لـ(حفر الشوارع)، مع أن عمالقة الكتاب بتلك الفترة كانوا يتناولونها بصفة يومية، ربما ليخلقوا تصوراً بأنهم غارقون بهموم (الشارع) الجزئية، بينما كنت أراها من المواضيع البدائية و(الأفكار السطحية)، التي يفترض معالجتها من قبل البلدية دون الحاجة لإشغال عقول المجتمع المثقلة بهموم واحتياجات مصيرية أكثر إلحاحاً وأهمية.

سأقولها بكل أمانة:

بعد أن قضيت عقدين بالكتابة الصحفية، والتزمت الصمت إزاء نقد (حُفر الشوارع)، وبعد رؤيتي لأخاديد شوارع الحمدانية، أجدني مضطراً لإخراج قلمي من محبرته، وامتطاء صهوة زاويتي الصحفية، معلناً انضمامي لصفوف المناهضين لإهمال (الأمانة)!!

سأقولها بكل أمانة: لقد صمت آذاننا (البلدية) بأخبار معالجتها لمظاهر التشوه البصري بداعي الارتقاء بجودة الخدمة المقدمة لتحصي لنا كم أزالت: لوحات دعائية، سيارات تالفة، عربات باعة جائلين، مظلات وهناجر، أحواش ماشية، ومخيمات عشوائية، لكنها وهي بطريقها لرصد وحصد كل ذلك، لا تلتفت لمظاهر التشوه البصري لحفر ومطبات الشوارع!!

سأقولها بكل أمانة: لقد أصبحت الحفر المهولة بأحياء الحمدانية، الكوثر، الفلاح، البشائر، الصالحية، من عمقها وتراكمها معالم تراثية، وأصبح الناس يشيرون إليها كأثر بارز وثابت حين يوصفون عناوينهم، لذا اقترح على وزارة السياحة استثمارها مزاراً للسياح كي يتعرفوا على نشأة شق الطرق وكيف كانت معاناة المركبات قديماً قبل تعبيد وزفلتة السكك!!

سأقولها بكل أمانة: لقد أصبحت قيادة المركبة بأحياء الحمدانية، أشبه ما تكون ببرنامج (الحصن) يستحيل على السائق الوصول لوجهته دون أن يسقط بأحد فخاخ الحفر المنصوبة، ولا يتبقى عليه إلا أن يخرج له أحد العمالقة المدافعين ليلطخ وجهه بالوحل، قبل استبعاده نهائياً من اللعبة والمسابقة!!

سأقولها بكل أمانة: أمام النهضة الاقتصادية والسياحية، وأمام التطور الهائل للأحياء الشمالية الشرقية حتى باتت وجهة استثمارية لأكبر المطاعم والأسواق التجارية، أصبح تناول ونقد (حفر الشوارع) أولوية ملحة، فمن غير الطبيعي كمثال؛ أن تبذل الجهد والمال لتشطيب وتأثيث (فيلا) بأفخر أنواع الجبس، الرخام، ورق الجدران، والثريا، ثم تترك المدخل والدرج المؤدي إليها (عظم) حتى دون تلييس أو دهان!!

سأقولها بكل أمانة: طالما أن تسمية الأحياء الشمالية لا يخرج عن: الحمدانية، المحمدية، الرحمانية، وطالما أن معناها غير واضح ومشبع بالضبابية، وطالما أن تسمية الأماكن يفترض أن يرمز لمعلم أو قصة تراثية، وطالما أننا سنحتاج وقت طويل لمعالجة حفر الحمدانية، فإنني اقترح تعديل اسمه لـ(حي الحفرانية)، وتعديل المسمى الوظيفي للمسؤول عنه لـ(رئيس بلدية الحفرانية)!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store