Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

عنوسة ذكور وطلاق إناث!

A A
* زيادة كبيرة في معدلات (الطلاق في السعودية) خلال عام 2022م؛ إذ وصلت لـ(168 حالة يومياً، بواقع 7 حالات طلاق في كل ساعة، وبمعدل يزيد على الحالة الواحدة في 10 دقائق)، وفي المقابل وصلت نسبة (العنوسة) بين السعوديات إلى (10%)؛ وذلك بحسب مسح الهيئة العامة للإحصاء، الذي حدد بداية دخول النساء بتلك المرحلة بـ(32 عاماً)، حيث بلغ عدد أولئك (227.860 أنثى)، ولذا لو نزلنا بمعدل الأعمار لكانت الأعداد أكبر وأكبر!!

*****

* هذه الأرقام كشفتها مجموعة من وسائل الإعلام الرسمية، ومنها تقرير بثته صحيفة (اليوم) أكتوبر الماضي، أما النسبتان المرتفعتان جداً والمتزايدتان باستمرار للطلاق والعنوسة فتؤكدان على أزمة ظاهرة تكتوي بنيرانها شريحة واسعة من السعوديين؛ وتهدد أمنهم المجتمعي بمفهومه العام، والواقع يؤكد بأن العوامل أو الأسباب التي ساهمت في تعميق تلكم الأزمتين تبدو واحدة، ومنها: ظروف البعض الاقتصادية، وتعقيدات الحياة المعاصرة ومتطلباتها، وإدمان الإنترنت وبرامجها وتطبيقاتها التي -للأسف الشديد- أصبحت عند البعض بمثابة الأسر البديلة لأولئك المدمنين، كما أنها هزّت كيان شيئاً من القيم والسلوكيات المجتمعية لديهم، يضاف لذلك أنها صنعت مشاهير أصبحت شخوصهم وحياتهم المفتوحة أنموذجاً يبحث عن الاقتداء والمقارنة به الأزواج والزوجات، وطموح لا أقل منه عند المقبلين على الزواج من الجنسين، وهناك النتائج السلبية لما تطرحه بعض القنوات الفضائية ومسلسلاتها وأفلامها وبرامجها.

*****

* وهنا من فضلة القول الإشارة لخطورة (الطلاق) فهو يهدد استقرار الأسر، وينذر بشتات الأبناء وضياعهم نفسياً واجتماعياً، أما (العنوسة) التي امتدت شظاياها للذكور، الذين فئة منهم عازفة عن الزواج للعوامل السابقة، وأحياناً اختيارية بحثاً عن الحرية كما يردد رافعي لواء ذلك التوجه فهي سجن نفسي للفتيات، ثم هي عامل رئيس في تهديد توازن المجتمع وتواصل أجياله، وصانع كبير لانتشار الممارسات الشاذة.

*****

* أخيراً الأرقام والمعطيات السابقة تنادي (الشؤون الاجتماعية، وشؤون الأسرة، والجامعات والمراكز العلمية) بدراسة صادقة تطبيقية لـ(ظاهرتي الطلاق والعنوسة)، لمعرفة أدق وأشمل بالأسباب، والأهم وضع إستراتيجية وبرامج فاعلة للمواجهة والعلاج من خلال التكامل بين مختلف المؤسسات والمنابر والمنصات ذات العلاقة، وهناك الدعم التوعوي والمالي للأسر، وتقديم المزيد من الحوافز المادية واللوجستية للشباب الراغبين بالزواج، ومن المهم جداً في هذا الإطار تقديم الرعاية بشتى صورها للمطلقات والعوانس من الذكور والفتيات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store