وادي ريم «جنوب غرب المدينة المنورة»؛ له مكانة تاريخية عظيمة في تاريخ الإسلام، فقد مرَّ به المصطفى - صلى الله عليه وسلم - في طريق هجرته من مكة إلى المدينة، وبه جبل ورقان، أحد أشهر جبال الجزيرة العربية، وأعلى قمة في جبال منطقة المدينة المنورة، ويمتاز بكثافة الغطاء النباتي، وخاصة أشجار السيال التي تغطي مساحات شاسعة من جنبات الوادي.
ومع التغيُّرات المناخية وكثافة الأمطار على المنطقة في السنوات الأخيرة -كان لوادي ريم نصيب وافر منها- أصبح الوادي في هذا العام إحدى الوجهات السياحية الطبيعية لأهالي منطقة المدينة المنورة بعد هطول الأمطار، وتَشكُّل الشلالات المائية من الجبال وكثافة الربيع التي زينت جنبات الوادي.
إلا أنني وغيري لاحظنا قصوراً في خدمات الطرق بوادي ريم، لعل أهمها عدم وجود تقاطع علوي (جسر) يخدم القرية من طريق الهجرة، حيث يضطر الخارج من الوادي أثناء عودته إلى المدينة، المرور من تحت (جسر) -لتصريف سيول الأمطار- غير مسفلت، تتجمَّع به المياه، ويُشكِّل خطراً أثناء هطول الأمطار، كذلك الطريق المؤدي إلى الوادي بعرض ٧ أمتار بلا أكتاف، وبه منعطفات خطيرة، كذلك لا يوجد للوادي (جسر) على طريق ينبع السريع، ولا لوحة إرشادية تدل على مخرج الوادي؛ مع كثافة السيارات التي تمر على طرق الوادي يومياً، حيث يسكن به آلاف المواطنين، وأكثرهم موظف أو مراجع للمدينة بشكلٍ يومي.
وخلال السنوات الماضية تعمل حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله- على تطوير المدن والقرى في كافة مناطق بلادنا بما يتناسب مع خطط رؤية المملكة ٢٠٣٠، والتي جعلت جودة الحياة أحد أهم أهدافها، ونلاحظ ذلك بجلاء في المشاريع العملاقة التي تُنفِّذها الدولة في كل منطقة من مناطق بلادنا الغالية، والتي اهتمت بجميع المناطق السياحية التي حباها الله سبحانه وتعالى بجمال الطبيعة، وما أكثرها في بلادنا ولله الحمد.
إن متابعة وتوجيهات سمو أمير منطقة المدينة المنورة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن خالد الفيصل لكل ما من شأنه تطوير الخدمات، وتسهيل حياة المواطنين، والاهتمام بمشاريع البناء والنماء بالمنطقة وقراها، يجعلنا نثق بأن كل ما نكتبه من ملاحظات واقتراحات يجد الاهتمام من قِبَل الجهات الحكومية.
لذا، فإننا نُطالب وزارة النقل والخدمات اللوجستية -لأنها هي الجهة المسؤولة عن تنفيذ الطرق والجسور خارج النطاق العمراني للمدن- بمعالجة الملاحظات السابقة.
* خاتمة:
كلمات أغنية (يا ريم وادي ثقيف.. إلى نهايتها)، جميلة ورائعة، مليئة بالأحاسيس المرهفة، وأنا هنا أُردِّد: (يا ريم وادي سقيم)!!.. فمن يزيل سقم وادي ريم؟. حيث ذهبت ريم مع مَن تُحب، وبقي الوادي يبكي ويبحث عن طريق.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
