Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

نزع رهبة (الاختبارات).!

صدى الميدان

A A
* بين رهبة اختبارات الأمس، واليوم فرق السماء عن الأرض، فما كانت تعيشه الأسر بالأمس من حالة استنفار قبل، وأثناء الاختبارات تلاشى إلى حده الأدنى، بل إلى العبور من أجواء الاختبارات، وكأن شيئاً لم يكن، وهو ما ينعكس بأثره على نتائج أبنائهم، في تأكيد منهم أن (النجاح) يكفي.

* ذلك النجاح الذي أصبح متماهياً مع ذلك التعاطي (البارد) مع اختبارات يُفترض أنها بالغة الأهمية، أحالها واقع (التحولات) -حسب مفهوم واعتقاد البعض- إلى إجراء طبيعي، يفترض ألا يأخذ أكبر من حجمه، بل إن تلك (الرهبة) التي كانت، لا تتوافق وطبيعة ما يعيشه طالب اليوم، الذي يُحاط بالكثير من العناية الإجرائية والنفسية، التي باشرت أثراً في جانب اهتمامه، وأثرت تأثيراً كبيراً على دافعيته، وإقباله ومن ثم طموح نجاحه.

* تلك الصورة لاشك أنه سُحبت أيضاً على الأسرة، ومدى ما تعنيه لها فترة الاختبارات من أهمية، وإن كانت بعض الأسر لا تزال تتنفس من رئة الماضي، في كونها تدخل في أجواء استنفار الأمس، وتعيش مع أبنائها حالة من (الرهبة)، وهي رهبة لم تكن لهم وليدة أيام، بل هي حالة من الاستنفار طوال العام، يبرهن على ذلك كل الأوائل والمتميزين من الطلاب، الذين ينعمون بأرضية من أسر تتطلع إلى حيث الامتياز، وصولاً إلى آمال بعيدة متطلبها ذلك الجهد، وتلك السمة من معطيات الامتياز.

* ثم في شأن آخر فإن ما صحب الاختبارات من دواعي (التيسير)، أسهم بدرجة كبيرة في أن تفقد الاختبارات تلك الأهمية التي كانت تعنيها بالأمس، مما أوجد عينة من الطلاب حتى مع نجاحهم إلا أنهم يفتقدون لأساسيات في الإملاء والخط والعمليات الحسابية البسيطة، وهو فاقد متاح قياسه لأي أحد، وخاصة الوالدين، والمعلمين في المراحل العليا، وصولاً إلى الجامعة، وما يظهر من فاقد كبير لأساسيات كانت لطالب الأمس مما يحاط بعلمه فيما يعبر عنه اليوم بالطفولة المبكرة.

* وهنا يبرز تساؤل هام عن مكمن الخلل، وهو تساؤل يطول مبحث إجابته، إلا أن مما أسهم في ذلك هو ما يلحظ اليوم من عدم اكتراث الطالب والأسرة بالاختبارات، وإن كان الهدف من كل الإجراءات التي تهدف إلى نزع (رهبتها) في المقام الأول هو بناء شخصية الطالب بعيد عن كل المؤثرات التي تباشر أثراً سلبياً في ذلك البناء المنشود، وهي إجراءات لا تعني أبداً ما فُهم منها لدى البعض أسراً وطلاباً من اللامبالاة، وعدم الاهتمام.

* فالاختبارات تظل بذات الأهمية أمس واليوم وغداً وأداة قياس أساس في المنظومة التعليمية بل أنها لا يمكن أن يُنظر إليها في معزل عما تُحاط به من (رهبة) وأن كل الإجراءات الذي تهدف إلى نزع تلك الرهبة لم تكن إلا لتخاطب مستويات التفكير العليا لدى الطالب، وهي مستويات متقدمة يعول عليها فيما ينشد من بناء وحضور مشرف، ولا أدل على ذلك ما حققه أبناؤنا الطلاب من حضور ذهبي (عالمي)، نفهم منه المعنى الحقيقي، والبعد (المقصود) لكل ما تم سنه من إجراءات تهدف إلى نزع (رهبة) الاختبارات.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store