Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

الرياض.. عاصمة المؤتمرات والمنتديات المهنية

A A
لا أستطيع إخفاء حبي الشديد لحضور المؤتمرات والمنتديات المهنية، وهو حب ليس بالجديد، بل إنه يعود للبدايات الأولى لحياتي الوظيفية، والتي كنت أحرص فيها على تتبع مواعيد انعقاد مؤتمرات التكنولوجيا والاتصالات، ومؤتمرات الصحافة والإعلام في مختلف دول العالم، وكنت من المحظوظين بعملي في كيان لا أذكر أنه رفض لي يوماً طلباً للسفر؛ لحضور إحدى تلك الفعاليات التي كانت تُعقد في أمريكا أو أوروبا أو آسيا.. وهذا الكيان الذي أدين له بكثير من الفضل هو المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، وكان يُسمَّى حينها المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق.

كانت تلك الفعاليات تُمثِّل فرصة عظيمة لي للتعرف على آخر التطورات في مجال تكنولوجيا الاتصال، وفي مجال الصحافة والإعلام، وكنت أحرص كثيراً على قراءة تفاصيل ومحاور الفعالية التي سوف أحضرها وأقوم بتحديد أهم جلساتها، ولا أكتفي بمجرد الحضور والاستماع، بل كنت مثل الطالب الذي يحاول كتابة كل ما يقوله أستاذه من معلومات، وبعد نهاية الجلسة أذهب للمتحدثين، راجياً إياهم اعطائي ما يحملونه في أيديهم من ملخصات مطبوعة لكلماتهم، خشية أن يفوتني شيء مما قالوه.

تذكرت كل هذه الأمور خلال تواجدي مؤخراً في المنتدى السعودي للإعلام في الرياض، والذي جمع تحت سقفه عدداً ضخماً من أبرز الأسماء الإعلامية، وشملت جلساته محاور هامة متنوعة لخَّصتها كلمة المنتدى على موقعه الرسمي والتي تقول: «تراهن الرياض على رؤية إعلامية جديدة تتواءم مع لغة العصر من خلال المنتدى السعودي للإعلام.. رؤية تستشرف مستقبل المشهد الإعلامي الجديد، وترسم ملامحه، وتستثمر مكامن الفرص به في عالم يتشكل بشكل غير مسبوق».

مذهلٌ جداً هذا الحراك النوعي اللافت في الرياض، والذي أحضر لنا بإبداع ما كُنَّا نطوف العالم بحثا عنه من علم ومعرفة، ومن خبراء وعلماء جاءوا من مختلف دول العالم، ليس فقط ليُقدِّموا لنا خلاصة خبرتهم وتجاربهم، بل وليستمعوا ويستفيدوا من خلاصة تجربتنا وعلمنا ومعرفتنا. لكم أن تتخيلوا أنه خلال نفس الشهر الذي انعقد فيه المنتدى السعودي للإعلام، انعقدت مؤتمرات هامة أخرى على مقربة من مقر انعقاده، ومنها مثلا المؤتمر التقني العالمي (ليب-23)، ومنتدى الابتكار الاجتماعي الذي نظمه مركز أسبار، كما انعقد أيضا –وفي مجال مختلف كليا- مؤتمر «قسطرة صمامات القلب»، والذي شارك فيه أكثر من 88 خبيراً من مختلف أنحاء العالم.

هذا الحراك الذي تشهده الرياض هو فرصة ذهبية لا ينبغي تفويتها، فالمنتديات والمؤتمرات هي مصدر هام من مصادر التطور المهني والعلمي، وحتى تحقق الآمال المرجوة منها، فإن من المهم أن يحرص منظميها دوماً على أن يكون الهدف الأول من إقامتها هو؛ الخروج بأكبر قدر ممكن من تبادل المعارف والخبرات والتجارب، والأفكار الجديدة والإبداعية، وذلك قبل أي أهداف أخرى ثانوية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store