Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

احذروا زيف أولئك... وحطموا مَرايَاهُم!!

A A
* هذه حكاية تتحدث عن عَالِم عاد إلى مدينته بعد رحلة دراسية خارجية طويلة، وعند قدومه تحدث عن اختراعه لجهاز عجيب، يبثّ أشعة وذبذبات معينة في الجو، بعدها تكون (كلُّ المرايا) قادرة على أن ترسمَ وتنطق بجميع ما وقع أمامها!!

*****

* انتشر خبر هذا الجهاز، وأن تجربته ستكون صباح غد، جاء الليل ليختلي كل إنسان بنفسه متذكراً ما فعله خفية أمام «المرآة» (في بيته، في عمله، في الفندق، في سيارته... وفي... وفي...)؛ المهم كان الخوفُ حاضراً في نفوس أغلب سكان المدينة رجالاً كانوا أو نساءً أو حتى أطفالاً من أن تفضح (جاسوسية مراياهم) ما صنعوه وما أخفوه!!

*****

* تناقص الليل واقترب موعد تشغيل الجهاز، وأهل المدينة أو جُلّهم في خوف واضطراب، مضت الساعات، وجاء الفجر لتؤكدَ الشمس بعد طلوعها أن شوارع المدينة قد امتلأت بقطع الزجاج؛ لأن الناس هلعاً من ظهور حقيقتهم قد حطموا ما يملكونه من مرايا، بعدها ظهر ذلك العالم عبر وسائل الإعلام مؤكداً بأنه لم يخترع شيئاً، وأن ما قام به مجرد (خدعة وتجربة إنسانية)، ليراقب الناس تصرفاتهم بأنفسهم قبل أن تراقبهم أو تشهد عليهم (مراياهم)!!

*****

* هذه الحكاية حملتها إحدى حلقات المسلسل السوري القديم والرائع (مرايا)، وقد تذكرتها وشريحة واسعة من المجتمع، أصبحت تهتم جداً بـ(مشاهير مواقع التواصل)، والأخطر إعجابهم بتفاصيل حياتهم التي ينقلونها في بث مباشر على مدار الساعة؛ إذ أصبح معيشة (أولئك) بمثل الأنموذج الأمثل الذي يبحث عنه (خاصة) الشباب والفتيات!

*****

* وهنا.. بالتأكيد هناك فئة من (أولئك المشاهير) محترمة في ذاتها وفيما ما تطرحه، ولها التقدير كله، ولكن (أغلبهم) يعيشون مآسي وخلافات وصراعات اجتماعية ونفسية، ومنهم الذي يرتكب التجاوزات بشتى صورها في ممارساته اليومية، وهناك العديد من الحوادث التي أكدت على ذلك، وما خفي أعظم!!*****

* ثم لتتأكدوا بأنفسكم من تلك التي أراها مُسَلَّمَة دققوا النظَـر في حسابات (بعض) من هم في محيط علمكم، وقارنوا بين حقائقهم التي تعرفونها عنهم وعن أخلاقياتهم، وبين أطروحات حساباتهم وتغريداتهم ستجدونهم مُنظِّرين (فقط)، ويبقى صدقوني (الحياة في مواقع التواصل ما أكثر كونها زائفة)، فيما (الغالبية من مشاهيرها) مجرد ممثلين أو مشخصاتية يصطنعون المثالية، ولو أن (مراياهم وشاشات هواتفهم) نطقت لكشفت حقيقتهم، فأرجوكم احذروا، ونبهوا ناشئتكم، وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store