Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
منى يوسف حمدان

دور التعليم في تعزيز الأمن الفكري

A A
تتعدد الملتقيات الفكرية في كل قطاعات الدولة صونًا للعقول من الأفكار المضللة والتطرف الفكري لدى عامة الناس وعند الشباب على وجه الخصوص.

مصطلح الأمن الفكري يتردد كثيرًا ويحتل مساحة كبيرة من مواقع التواصل الاجتماعي وعقدت له الدورات المتخصصة واللقاءات العلمية في الجامعات والكليات ومراكز التدريب والمدارس وفي الندوات العلمية التي يتم استضافة المتخصصون في هذا المجال ونال موضوع الأمن الفكري حظه من الدراسات والبحوث وأصبح هناك وحدات متخصصة للتوعية الفكرية في الوزارات وكل هذا يعد مؤشرًا حقيقيًا على أهمية تحقيق الأمن الفكري من الأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والعقدية والسياسية.

ومن أدق التعريفات التي رصدت معنى الأمن الفكري بأنه الانسجام القائم بين ما يؤمن به المجتمع وبين ما يعيشه وما يتطلع إليه.. والذي ينطوي على العديد من المعاني والحقائق فالأمن الفكري له مرجعية عقدية ثقافية واحدة يؤمن بها المجتمع على تعدد نسيجه الثقافي والسياسي والاجتماعي تتفرع من هذه المرجعية منظومة قيم يقدمها الجميع ويجسدها في السلوك الفردي والجماعي.

مما يحقق معاني التماسك والوحدة الوطنية لهذا المجتمع الفريد في تناغمه وتلاحمه بشكل لافت للعيان والذي يحرص فيه الجميع على نبذ كل أنواع الصراع العرقي والطائفي أو المذهبي ومن كل الوان التعصب والتطرف والإكراه والعنف وهذا ما يجعل هذا الأمن الفكري مسؤولية المجتمع بكل مؤسساته التي تساهم في تشكيل الذهنية وصناعة الرأي العام وبث الوعي والحس المدني وتوجيه السلوك الفردي والجماعي لأن الأمن الفكري هو أن يحس كل فرد في المجتمع بأن منظومته الأخلاقية والقانونية والفكرية التي تنظم علاقته بمجتمعه وبدولته هي منظومة متماسكة متناسقة غير مهزوزة ولا مضطربة.

الفكر الإنساني يتشكل بداية في دور التعليم ومن خلال تعاون مشترك مع الأسرة الواعية التي تعي جيدًا أهمية تربية النشء على مفاهيم الحوار والاتصال الفعال في زمن الانفتاح على كل الثقافات الإنسانية ونحن بحاجة اليوم لدعم هذه الملتقيات الفكرية والمشاركة فيها وحث الأبناء والبنات على تلقي العلم النافع وحضور الدورات المتخصصة في مجال الحوار الفكري لتحقيق ودعم الأمن الفكري ومواجهة الفكر المتطرف.

ولي تجربة خاصة في مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الممثل في أكاديمية الحوار والتدريب بتقديم دورات في الحوار الفكري للشباب والفتيات في جامعات ومدارس المملكة في اكثر من منطقة من مناطق وطني الغالي بعد الحصول على شهادة مدرب معتمد في مسار الحوار الفكري وكانت تجربة ثرية تجعلك كل مرة وعامًا بعد عام تستكشف النضج العقلي لشباب وفتيات الوطن واللغة التي يتحدثون بها أصبحت أكثر اعتدالاً ووسطية وقبولا للآخر والايمان بوجود الاختلاف بين البشر لكن وحدة الوطن الأهم والمحك الحقيقي الذي نواجه فيه الفكر المتطرف وتعريته والوقوف معًا على أرض صلبة قوية في مواجهة أي فكر دخيل لا يمت لمجتمعنا المعتدل بصلة.

شكرًا للهيئة الملكية بينع الصناعية على الاهتمام الكبير بوعي وفكر الشباب والفتيات في الإدارة العامة للتعليم وتنفيذ الملتقى الفكري الأول عن بعد واستضافة رموز وطنية لتقديم أمسية متميزة عن هذا الموضوع الهام، الدكتور محمد المقبل وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والدكتور يوسف الخزيم الأمين العام لمؤسسة العنود الخيرية اللذين تميزًا في الطرح العلمي ولاقت كلمات الخبرة والعلم والتجربة صدى لدى المتلقي من أبناء وبنات ومنسوبي التعليم في كل مكان وصل له رابط اللقاء عبر تقنيات التعليم عن بعد.

شكرًا للأستاذ عبدالخالق المرواني الذي قدم لي الدعوة شخصيًا لحضور هذا الملتقى العلمي وممتنة لكل من يسعى لنشر العلم والخير والفكر المعتدل في رحاب أغلى وطن وحفظ الله للمملكة قيادتها وشعبها وشبابها عدة المستقبل وحفظ لنا الأمن والأمان الذي نعيشه ونتفيأ ظلاله بفضل الله ومنته علينا نحن شعب المملكة العربية السعودية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store