يلعب في آناء هذه الليلة وأطراف نهارها، ناديا الاتحاد والنصر على استاد الجوهرة المُشِعّة في مدينة جدّة، ويا لها من مباراة، ستدخل التاريخ الكروي من أوسع الأبواب.
واسمحوا لي أن أُطْلِقَ عنواناً غير -كما هي جدّة غير- لمباراة الناديين، وهو بكلّ اختصار: ليلة امتحان رونالدو!.
وكناموس كوني لكلّ مُمْتَحَنٍ حول العالم، فأمام رونالدو نتيجتان لا ثالثة لهما هما إمّا أن يُكْرَمُ وإمّا أن يُهان، مصداقاً للمثل العربي المعروف: عند الامتحان يُكْرَمُ المرءُ أو يُهان.
وامتحان رونالدو الليلة ضدّ الاتحاد هو بالمناسبة دور ثاني بعد رسوبه في دور أول ضدّ الاتحاد نفسه ضمن نهائي كأس السوبر السعودي الذي لُعِبَ قبل بضعة أسابيع، تماماً مثلما يُمْتَحنُ طلبة المدارس في الدور الثاني بعد رسوبهم في الدور الأول، ويا أمان المُمْتَحَنِين.
وأنا ألتمس العذر لرونالدو على رسوبه في الدور الأول، فهو كان جديداً على دورينا، ولم يكن هناك تعوّد وتفاهم مُتبادل بينه وبين زملائه لاعبي النصر، وأمّا الليلة فلا عذر له مقبول على الإطلاق، حتّى لو تحدّث بالعربية بدلاً من البرتغالية وذكّرني ببيت الشعر الذي قاله الإمام الشافعي، وحثّ فيه على قبول العذر:
قُلْتُ قَدْ جاءني وأحْدَثَ عُذْراً
ديّة الذنب عندنا الاعتذار
والاتحاد هو منافس بارز هذه السنة على بطولة الدوري السعودي مع النصر، ولديه لاعبون أجانب ومحليون شباب لا يقلّون عن رونالدو قُبيْل إطلالته على سنّ الأربعين إلّا بقيمة صفقته الفلكية، وكرة القدم كما هي أهداف مثلما قال المعلّق المصري كابتن لطيف -يرحمه الله- هي كذلك حظوظ مالية، والله يبسط الرزق لمن يشاء.. ويقدر.
والاتحاد ليس كباقي الأندية التي لعب ضدّها رونالدو في دورينا، وسجّل فيها هاتريك وسوبر هاتريك، مع احترامي لهذه الأندية، وسيواجه جمهوراً اتحادياً لا مثيل له حتّى في بعض الدول الأوروبية التي لعب لبعض أنديتها، فهل سيُكرمُ رونالدو أو يُهان؟ الجواب في جدّة الساعة التاسعة ليلاً، وجدّة هي إتي وبحر.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
