Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

الباب المفتوح.. وجائحة كورونا!!

A A
في زمنٍ سابق -الله يعيده علينا بالخير- إن أردتَ أن تُقَابل مسؤولاً في إدارة خدمية، تنهض وتلبس غترتك وتركب سيارتك، وأنتَ تعرف أنَّك ستُقابل على أقل تقدير مدير مكتب أو موظف -إن لم تصل لرأس الهرم- لينجز طلبك، أو يعطيك أسباب الرفض، أو أسباب تعليق الموضوع.. هذا كان قبل جائحة كورونا، والتي -ولله الحمد والمنة- تجاوزناها بحرص ومتابعة حكومتنا الرشيدة، وتعاون المواطنين لسلامة الجميع.

أما بعد الجائحة، فمازالت العديد من الإدارات تتبع النظام الذي كان معمولاً به أثناء الجائحة، بل إن البعض وجد عذراً لكي يُغلق باب مكتبه عليه، بل وتعدَّى الأمر عند البعض أن يُغلق الإدارة بكاملها بوجه المواطن إلا بموعد مسبق، ولو كان الأمر بسيطاً.

(لي تجارب بعضها سلبي، وبعضها إيجابي).

السلبي مثلاً.. هناك إدارة من الإدارات الهامة بمنطقة المدينة المنورة، مازال الدخول إليها يرتبط بموعد، حتى ولو كانت معاملتك يسيرة، ولم تأخذ تلك الإدارة في اعتبارها أنه لابد من وجود بعض الاستثناءات لبعض الأمور الصغيرة، وتقدير «كبار السن» عند التعامل معهم بما لا يضر بالمصلحة العامة، إلا أن موظف الاستقبال -في تلك الإدارة- بعد كثير من الترجِّي يسمح لك بالدخول، فتجد أنك ربَّما وحدك، أو مع عدد قليل من المراجعين داخل أقسام تلك الإدارة، فتُنهي مصلحتك في أقل من دقيقة.

النظام جيد، ولكن هناك فئات تحتاج لبعض المرونة في المعاملة، خاصة فئة كبار السن.. يقول لي أحد الأصدقاء مثلاً: لديه موضوع لابنته الحاصلة حديثاً على درجة الدكتوراه ، ولم يستطع مقابلة معالي مدير جامعة طيبة، فقلتُ لعلِّي أُجرِّب؛ فأحظى بمقابلة معاليه، فحصلتُ على جوال مدير مكتبه؛ لعل وعسى يجيب على اتصالي وأُبْلِغَهُ بأنني لديَّ مشكلة، وأريد مقابلة معاليه، إلا أنه لم يرد، وبعد عدة اتصالات، حوَّلني لقسمٍ آخر، فقلت للمجيب: ألا يوجد يوم أو ساعة محددة بجدول معالي مدير الجامعة لمقابلة المواطنين؟.. إلا أنني لم أجد جواباً شافياً.

وأيضاً في أمانة المدينة المنورة؛ يجد المواطن العادي صعوبة بالغة في مقابلة معالي الأمين لشرح معاناة؛ ربَّما لا يجد حلاً لها سوى المسؤول الأول.

رأس الهرم بمنطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان، أبواب مكتبه -يحفظه الله- مفتوحة للجميع، ومكتب سموه لا يمنع أحداً من مقابلته، وأبسط الطرق والحلول يجدها المواطن عند سموه أو عند مسؤولي مكتبه -يحفظه الله-. حتى في عز جائحة كورونا، كانت أبواب مكتب سموه مفتوحة لمساعدة الجميع.

لاشك أنه مثلما هناك سلبيات، هناك إيجابيات، وهناك مسؤولون أبواب مكاتبهم مفتوحة بعد أزمة كورونا كما كانت، وهم على قدر المسؤولية.. وقد يكون للبقية عذر لا نفهمه، ولكنه يحتاج إلى توضيح.

* خاتمة:

ربط المواطنين بحجز مواعيد لابد أن يكون له بعض الاستثناءات، خاصة بالمراكز الصحية، وبعض الإدارات التي تُنجز معاملات بسيطة للمواطنين، أو تقبل شكاوى لهم، أو تُسلّمهم مستنداً يخصّهم. نعم أصبحنا نُدار إلكترونياً، وهذا جيد، ولكن إنسانياً يجب أن يكون للمسؤول باب مفتوح، وقلب يسع الجميع، وخاصة كبار السن.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store