Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد المرواني

شكرًا وهيب

A A
ترجل فارس من فرسان طيبة ونبلائها من منصبه، بعد أن أدى أمانته باقتدار.. وترك بصمة في تاريخ مدينة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، حيث أفنى عصارة خبرته، وأعطى سنين عمره لوطنه بكل إخلاصٍ وحب منذ عام ١٤٢٣هـ وحتى عام ١٤٤٤هـ، أي ما يزيد عن واحد وعشرين عامًا، تدرَّج بإمارة المنطقة بجميع المهمات وكان النجاح حليفه، حتى وصل لمنصب وكيل إمارة منطقة المدينة من عام 2016 وحتى عام 2023م.

سيرة عطرة يستنبط منها الشباب قصة كفاح، وهدف ينشده أبو عبدالإله من طفولته، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.. فالاهتمام الكبير منه بالمواضيع التنموية التي أسندها له سمو الأمير فيصل بن سلمان على مستوى المنطقة والعديد من المبادرات التنموية، كانت شاهدة على وطنيّته.

ترأس العديد من اللجان الهامة في المنطقة، ومن أبرزها لجنة الطوارئ إبان جائحة كورونا، والتي كانت أنشطتها مثالاً ناجحاً على مستوى الوطن.

كان مبتعداً عن الأضواء والإعلام، مهتما بالمنجزات على الأرض.. قد يسأل قاري أو متابع: لماذا أكتب عن رجل قد ترك منصباً، وماذا يفيد القارئ؟.. وأنا أقول: من باب شكر المسؤول عندما يُقدِّم عملاً للوطن؛ قد يكون في سبيل ذلك ترك راحته وأولاده، وربما محيط أصدقائه سنين عمره، لأن المسؤولية تتطلب ذلك، ومن لا يُقدِّم التضحيات لا ينجز عملاً، ولا يصل لهدف.

من حق هؤلاء أن نشكرهم ونُقدِّرهم، ومن باب معرفة الرجال كان التقدير الأكبر من سمو أمير منطقة المدينة المنورة، الأمير الإنسان، الذي يعرف قدر الرجال وعملهم، والذي أبى إلا أن يأتي التقدير بحجم خبرات الرجل، ليكون مستشاراً لسموه، ومن اعتمد عليه بالعمل؛ لاشك سيعتمد عليه فيما بعد العمل، فخبرات الرجل كبيرة، ولديه القدرة على مساعدة الجميع في منصبه الجديد، الذي لاشك يستحقه.

إذاً لا تلوموني كمُحب للمدينة إن أنصفت رجلاً يشهد الله أنني لم أستفد منه لا ناقة ولا بعير، ولكن استفدتُ منه كإعلامي عندما اتصل بي قبل عام ونصف، يُشيد بأحد مقالاتي التي أنصفت وربما دافعت فيها عن رجالات طيبة بكل تجرد وبدون نفاق أو مجاملة.. كان اتصاله دافعاً لي كقلم في بداية كتاباتي الاجتماعية بعد أن علَّقت القلم الرياضي.. قابلته وتشرفت بذلك، فوجدته مسؤولاً ذا قلب كبير، وابتسامة لا تنقطع، وكأنني أعرفه منذ زمن.

المسؤول بالمدينة، عندما نكتب موضوعًا يخص الشأن المديني، نسمع منه توضيحًا ولو خاصًا.

هذا هو سعادة الوكيل سابقاً (وهيب السهلي)، والمستشار حالياً.. فشكرًا له من القلب.

* خاتمة:

ليست الاستفادة شرطاً لتكون منصفاً.. فلديَّ لهذا المقام موضوع قديم، قبل أن أعرف الوكيل سابقًا، وبعد أن عرفته بإمارة المنطقة، هنا شيء والنظام شيء آخر، ولم يخدمني فيه.. ولكن للإنصاف، لابد أن أنصف الرجل، فهو عملي لدرجة الإخلاص، وكفى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store