Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

وفاء (اللاعبين والشعراء)..!

صدى الميدان

A A
* الوفاء صفة إنسانية يشعر معها المرء بقيمة الحياة، فكون الإنسان يُعطي ثم يجد مقابل ذلك وفاءً ممن حوله؛ فذلك دافع لأن يستمر، يناقض ذلك الجحود وأثره، وكيف أنه حاجز مقاوم لدافع العطاء، ومدعاة لأن يضيق بدائرة الإحسان بين الناس، يدل على ذلك كل تلك القصص (الألم)، التي يُعبر فيها أصحابها عن غياب الوفاء، في وقت كانوا يتوقعون أن لهم -بناء على سيرة عطائهم- (تحت الطلب).

* سأتجاوز تلك الصورة إلى حيث صور مشرقة من (الوفاء)، التي تدل على دوام (خيرية) هذه الأمة، وكيف أن (الوفاء) سمة لا تنفك عن الأوفياء، الذين يتداعون مع كل داع له، فيظهرون ما يُبشر بكل خير تجاه من (يستحق) من زملاء الدرب، ورفاق الحياة، وهنا لابد من التوقف عند أثر ذلك، وكيف أنه يمثل (نقلة) تجاه المقصود به، فلا قيمة للحياة عندما (تخلو) من تلك المشاعر الإنسانية، التي تؤكد على أن المرء قليل بنفسه، كثير بإخوانه، فقير بوحدته، غني بوفاء من حوله.

* ولعل مما يُسجل بمداد الإكبار والاعتزاز، ما تطالعنا به فئتين من فئات المجتمع، في صور متكررة من دواعي الوفاء، التي تأتي دون كلل أو ملل، وبما يُمثل لهما (ماركة مسجلة)، ينفردان بها إلى حيث المثال والقدوة، وهما يُسجلان مع كل مناسبة وفاء تجاه رفاق دربهم من (شعراء ولاعبين) ما يواصلون به المسير بخطوات واسعة في درب اللحاق بهم، وبما يستحقون معه كل إشادة، وشكر، وثناء، وتقدير.

* يدعم ذلك ما يحضون به من (مكانة) مجتمعية تدعم حضورهم (الوفاء) تجاه رفاق دربهم، وبما يُضيف لهم كمَّا معتبراً من الدعم المادي، والمعنوي بمجرد (ندائهم) إلى ذلك، وكيف أن الاستجابة تأتي سريعاً؛ فتكون بصورة تفوق الوصف، وبكمٍّ يكسر كل التوقعات، وهذا بطبيعة الحال يصب في مصلحة وفائهم تجاه من (تداعوا) لأجله، ولك عزيزي القارئ تصور كم هي المشاعر التي تتملكه، وهو يشاهد كل ذلك العطاء في وقت كان يعتقد أن (ما حولك أحد).

* وفي شأن اللاعبين تحديداً، فإن مما يُسجل بمداد الإكبار ما قاموا به من إنشاء صندوق تكافل، يُعنى بقدماء اللاعبين، الذي ينتهي به حال بعضهم إلى حيث الحاجة، وما وقوف زملاء البساط الأخضر معه إلا دليل وفاء، وصورة من صور (البهاء)، التي يُنتظر أن تُسحب على بقية فئات المجتمع.

* فما الذي يمنع من أن نجد تلك الصورة من الوفاء والتكافل، بين المعلمين، والأطباء، والمهندسين، وبقية الموظفين، بل والمتقاعدين، إلى غيرهم من فئات المجتمع، فكون كل فئة تُحاط بإطار من الوفاء فيما بينهم؛ فهذا بقدر ما يخلقه من (ألفة)؛ فإنه يدعم ما ينشده كل فرد في تلك الفئات من أمان وظيفي، ليس منشأه ما تُسنه كل وظيفة من أنظمة، وقوانين، ولكن منشأه طمأنينة مبعثها (وقفة) زملاء مهنة، ورفاق درب، يحضرون معه كلما دعا داعي الحاجة، ونادى بأعلى صوته داعي (الوفاء)؛ فتأتي الاستجابة كما هي (إشراقة) أنموذج وفاء (اللاعبين، والشعراء).. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store