Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عجب

تشاهدون في رمضان

A A
على غرار إعلانات البرامج الرمضانية المكررة، التي تنهال علينا سنوياً مع بداية شهر شعبان كأسراب الجراد المهاجرة، فتقضي على محاصيل أعمالنا الصالحة، بأفكارها السطحية ومشاهدها الفاضحة، ها أنا اليوم أعلن لكم عبر هذه الزاوية، عن قائمة المسلسلات الواقعية التي تنهال علينا بأجزائها المكررة كل سنة، فتجرح الصيام أو تنقض الفريضة، تحت عنوان: (تشاهدون في رمضان)!

تشاهدون في رمضان: المسلسل الدرامي (عودة الابن الضال)، الذي تدور أحداثه حول رجل متعجرف شايف نفسه، نغص حياة أقربائه ومرؤسيه بهضم حقوقهم المعنوية والمادية، يقع عليه خبر ثبوت رؤية هلال رمضان كالصاعقة، فيصحى ضميره، ويقرر على الفور بعث رسالة جماعية لكافة المضافين في جواله: (لكلّ من ظلمته أو أخطأت بحقه، أرجوك سامحني.. ليتقبل الله مني الصيام والقيام)!!

تشاهدون في رمضان: برنامج الواقع (قبل غروب الشمس)، الذي تدور أحداثه حول شلة من (المدخنين) خارجة عن العادات والتقاليد الرمضانية، يتركون الليل والنهار بطوله، ويسابقون الزمن قبل أذان المغرب، لشراء احتياجات الفطرة، وبفعل نقص النوكوتين بأدمغتهم تسوء حالتهم المزاجية، وبمجرد ازدحام الشوارع وارتباك الحركة المرورية، تنشب بينهم عدة مشاجرات كلامية، غالباً ما تنتهي عند (جرة الفول) بمضاربة جماعية عنيفة!!

تشاهدون في رمضان: الملحمة الدينية (في رحاب بيت الله)، الذي تدور أحداثه حول مجموعة من الناس كانت إلى ما قبل رمضان ترفض فكرة أن (صلاة الجماعة واجبة)، بل تشطاط غضباً إذا أقفلت المحلات بوقتها، وما أن تكبل شياطينهم مع دخول الشهر الفضيل حتى تتغير كافة قناعاتهم، وتبدأ تلك الجموع المستبشرة بالتهافت على المساجد وملء صفوفها، لكنها سرعان ما تعود لطبيعتها مع رؤية هلال شوال والإفراج عن شياطينها!!

تشاهدون في رمضان: تمثيلية السهرة (على مائدة الزوجة الحنونة): وتدور احداثها حول امرأة ناشز أغوتها مغريات الحياة فانشغلت عن زوجها وأولادها، وأصبح أغلب أكلهم من مطاعم الوجبات السريعة، حتى تقع على رأسها لوحة إعلانية بأحد الشوارع عن قرب الليالي الرمضانية، فتفقد الذاكرة وتتحول لزوجة حنونة وطباخة ماهرة تصنع لهم أصناف الطعام بالفطرة، قبل أن تسقط على رأسها لوحة تبريكات العيد وتستعيد ذاكرتها، وتنتقم من كل أفراد العائلة!

تشاهدون في رمضان: الكاميرا الخفية (من أبناء الشركة)، الذي تدور احداثها حول ادعاء شركات القطاع الخاص مراعاة ظروف الموظفين الأسرية خلال الأيام الفضيلة، وذلك بتقليص العمل إلى 6 ساعات فعلية، ومنح مكافأة رمضانية، بما يسهم في رفع الولاء والإنتاجية، وما أن تنتهي إجازة العيد حتى تعود لسابق جشعها وتبدأ تحاسب الموظف على كل هفوة ودقيقة، وحين يبدي امتعاضه، تشير باتجاه قرارات مكتب العمل «بص الكاميرا الخفية»!!

تشاهدون في رمضان: فوازير الكبار (أنا بحلم وإلا بعلم) الذي تدور أحداثها حول عدة مفارقات اجتماعية تعاود الظهور بعد رمضان وتستمر طوال أشهر السنة، بداية بالعنجهية والفوقية التي تلازم الطبقه المخملية والبرجوازية، ومروراً بالتسلط والنظرة الدونية تجاه الطبقة الكادحة وانتهاءً بزوال الروحانية والطمأنينة وتكدس الهموم والالتزامات الدنيوية، فلا نجد حلاً مناسباً لهذه الفوازير المحيرة غير؛ (انتظرونا في رمضان)!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store