Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد مساعد الزهراني

شاهد على (العصر).!

صدى الميدان

A A
* يحمل شهر رمضان في مضامينه جملة من دروس الحياة، التي يجب أن يقف عندها الصائم بنوع من التأمل (المقصود)، والتفكير العميق، الذي يأخذه إلى حيث تغيير نمط حياته إلى حيث الصورة (الذهنية)، التي ينفرد بها شهر رمضان عن غيره من شهور العام.

* فكونه شهر (صبر) فذلك يدفع إلى حيث ما يُرجى من نتيجة لذلك (الصبر)، وكيف أنه يدفع إلى حيث بناء (قيمة) لدى الصائم، وإلا لما كان حظ البعض من صيامه (الجوع والعطش)، وفي ذلك تأكيد على بعد آخر في مفهوم الصيام، الذي ينتقل فيه الصائم إلى حيث الشعور بالآخر، وما يتطلبه ذلك من تحقيق قيمة أكبر في منظومة البناء الاجتماعي، الذي يحقق من خلال مدرسة الصوم (عملياً) مفهوم الجسد (الواحد).

* هذا في جانب واحد، فيما تظل الإحاطة بكل جوانب (القيم) في مدرسة الصوم مما يحتاج إلى مجلدات، يبرهن على ذلك (ركنية) الصيام في بناء الإسلام، ومن ذلك ما يحدثه دخول شهر رمضان من (نقلة) في نمط الحياة، وكيف أن (الروحانية) تتجسد في كل جوانبه إمساكاً وإفطاراً، وما بينهما من جوانب تغيير متعددة، كلها تدعم قرب العبد من ربه بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه.

* لأجل ذلك فلا غرابة أبداً فيما يُشاهد من (إقبال) على القرآن، والمساجد، وزحام على أبواب الخير من صدقة، وعمرة، وإفطار صائم، بل و(تهذيب) للنفس من أن (تجرح) صيامها بأي من دواعي ذلك، في تجسيد بديع لما يجب أن يكون عليه العبد من مراقبة الخالق، كل ذلك يمضي في سياق جمعي يعضد بعضه بعضاً، وذلك هو سر تميز رمضان عن غيره، حيث إن كل ما في رمضان يدفع دفعاً إلى (الإحسان) في مفهومه العام والخاص.

* ومن ذلك أنقل لك عزيزي القارئ صورة من الصور الحصرية، التي ينفرد بها شهر رمضان، ولكنها هذه المرة جاءت بما يفوق الوصف، أنقلها كشاهد عليها، فالحدث صلاة (العصر)، واليوم الخميس الأول من رمضان، والمشهد امتلاء جامع الحي بالمصلين حد الصلاة في فنائه، فيالها من بشارة لم تكن لولا أن لها ما يسبقها من أرضية الإقبال على الله، ذلك الإقبال الذي نقرأه في رمضان بكل ما فيه من تفاصيل الخيرية كشهر، وكأمة، تقبل الله طاعتكم.. وعلمي وسلامتكم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store