Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

المتسولون الجدد

A A
يسعى الغالبية من الناس (المسلمون) وغيرهم إلى انتهاز الأيام الدينية لبذل الجهود في أعمال الخير، وبالذات نحن كمسلمين -ولله الحمد- نعيش أجواء روحانية في العديد من المناسبات، ويظل موسم الخيرات (موسم رمضان) من أهم المواسم التي تسعى فيه الأسر العربية والمسلمة أن تبذل كل جهودها وطاقاتها لاغتنام الساعات ببذل الخير وأعمال الخير، من صلاةٍ وتراويح وصدقات.

ولكن هناك من يستغل هذا الشهر الفضيل لانتهاز الفرص وينطلق في التسول في المساجد والطرقات، ومع أن هذه الظاهرة بدأت بالتلاشي والانقطاع، بفضل الأنظمة والقوانين التي سنت في السنوات الأخيرة، وتضييق الخناق عليهم، ومكافحة المتسولين وداعميهم، والتشدد بالعقوبات، إلا أننا أمام ظاهرة جديدة وتسول جديد وطرق جديدة في عمليات النصب والاحتيال، ومنها وأهمها وأشهرها استخدام (المتسولين الجدد) وسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الواتساب، إضافة إلى بعث العشرات من الإيميلات وبحججٍ عديدة وطرق مختلفة، منها: تزوير شعارات البريد السعودي وشركات التوصيل، وأن لديك طرد، ولا بد أن تسدد المبلغ المتبقي لك حتى يتسنى استكمال إجراءات وصول الشحنة إليك.

أضف إلى ذلك عمليات الاستجداء التي يبعثها إليك هؤلاء المتسولون الجدد من ظروفهم، وخلق الأعذار لاستجداء القلوب، وانتهاز الأيام الروحانية لتقع في الفخ، فحذار من هؤلاء.

هناك طرق رسمية وضعتها الدولة -رعاها الله وحفظها- لإخراج الزكاة والصدقات، فلا تغتر بما يُرسَل لك، ولا تنجرف خلف عباراتهم الرنانة، وأسلوبهم في عمليات الاستجداء.

هناك طرق عدة ومواقع رسمية وضعتها الدولة لتجنبك الوقوع في فخ المتسولين الجدد واحتيالهم، وإذا أردت أن تتصدق، فهناك إفطار صائم تحت إشراف الجهات الرسمية، وأعمال الخير متوفرة ولم تنقطع، بل هناك «حوكمة» لها، والعديد من القنوات تستطيع أن تسلكها وتتجنب الوقوع في فخ هؤلاء الانتهازيين، الذين لا يراعون حرمة الشهر وروحانيته، بل يعتبرونه فرصة كبرى لاصطياد فريستهم والإيقاع به ليدفع لهم، ويزيد من دخولهم ومنافعهم، وينجحون في استدراجك للوقوع في حبالهم، كونوا حذرين من هؤلاء، ولا تتبعوا إلا الطرق الرسمية النظامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store