Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل بدأ العد التنازلي لزوال إسرائيل..؟!

A A
أتذكر مقولة إدوارد سعيد عندما استضافته جامعة مقيل في مونتريال بكندا ليحاضر عن أطروحة هنتنجتن صراع الحضارات.. وفي اليوم الثاني من زيارته عقد اجتماعًا خاصًا في كلية العلوم للطلبة العرب الدارسين في الجامعة كنت يومها منتسبًا في مرحلة الدكتوراه علاقات دولية.. كان اللقاء صاخبًا وكان إدوارد سعيد صريحًا وهو أكبر منافح في الغرب عن قضيته وعن العرب والمسلمين، يتلقى انتقادات شديدة من اليمين المتطرف والصهاينة على وجه الخصوص.. يحمل الجنسية الأمريكية وأستاذ في جامعة كورنيل بالولايات المتحدة الأمريكية.

موقف إدوارد سعيد الذي لم يتغير حتى وفاته يطالب بدولة ديموقراطية واحدة لسكان فلسطين اليهود والمسيحيين والمسلمين لأن ذلك من وجهة نظره هو الحل الوحيد الذي سيؤدي لهزيمة الصهيونية عن طريق الأغلبية العربية لأن العبث الصهيوني الذي يحظى بتأييد مطلق على كل المستويات من الولايات المتحدة الأمريكية أقوى دولة في العالم لا يمكن القضاء عليه بالحروب التي جُربت خمس مرات وباءت بالفشل، وأخطر ما يرعب الصهاينة الوجود الديموغرافي الفلسطيني الذي تحاربه إسرائيل بكل الوسائل.. يتعمدون القتل والتدمير والتشريد والاعتداء على مقدسات المسلمين حتى يرغموا الفلسطينيين على الهجرة القهرية وأمريكا تغض الطرف عن عنصرية فاضحة وانتهاكات لحقوق الإنسان بشكل مستمر وسافر وفي نفس الوقت تحاضر دول العالم عن حقوق الإنسان والديموقراطية إنها إزدواجية غريبة!، وبرغم تشظي المقاومة الفلسطينية فإن الصراع على فلسطين مستمر بين العرب والصهيونية العالمية ومؤيديها..

الاعتداءات الأخيرة على المسجد الأقصى تحت إشراف قوات الأمن الإسرائيلي تعد انتهاكات وإرهابًا فاضحًا وفي شهر رمضان المبارك، والأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان صامتة حتى لا تغضب أمريكا، في هذه الجولة هناك تحرك وصراع داخلي بين حكومة نتنياهو والأجنحة المتطرفة الأخرى بسبب محاولة تغيير في النظام القضائي الإسرائيلي لضمان المزيد من التطرف والاضطهاد للشعب الفلسطيني وأمريكا متوجسة من تلك المحاولات لأنها تخشى من اندلاع حرب أهلية في وقت هي في أمس الحاجة لخدمات إسرائيل في المنطقة.

من ناحية قد يكون ذلك هو الحل ومن ناحية أخرى قد يكون الفلسطينيون هم الجانب الخاسر عندما تشتعل حرب غير متكافئة عددًا وعتادًا ما لم يحيد الجيش الذي يعتمد إلى حد كبير على الاحتياط زيادة إلى الانحياز العنصري ضد الشعب الفلسطيني.. وقد تكون هذه المرة الأولى التي يسمع فيها امتناع جيش الاحتياط من تلبية نداء الحكومة للتدخل، الأمر الذي أدى برئيس الوزراء إلى إقالة وزير الدفاع ومطالبة الرئيس الأمريكي بايدن بالعدول عن ذلك القرار.

الوجود الصهيوني من بدايته أسس في عام 1948م على باطل ومبدأ القهر والاضطهاد.. فهل يستيقظ الضمير اليهودي ويصحح أغلاط الماضي والجرائم التي ارتكبوها في حق العرب والقبول بالفلسطينيين شركاء في دولة واحدة على الأرض التي اغتصبوها مخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية كما اقترح البروفسور الفلسطيني إدوارد سعيد قبل وفاته؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store