* من المُسَلَّمَات التي يشهد بها الماضي والحاضر، وسيفعلها المستقبل عناية المملكة العربية السعودية الثابتة والدائمة بالقرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة؛ وذلك بجعلهما شِرْعَة لها ومنهاجاً، وأساساً تقوم عليه أنظمتها وقوانينها.
****
* ثم يأتي الاهتمام بهما علمياً حفظاً وشرحاً وترجمة؛ من خلال (المناهج الدراسية والجامعات والكليات المتخصصة والمسابقات والجوائز العالمية الكبرى)، وكذا طباعةً، حيث جاء (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف في المدينة المنورة) الذي افتتح عام 1984م؛ ليكون مركزاً عالمياً يهتم بكل ما يتعلق في كتاب الله تعالى، ولتصبح إصدارته وترجماته هدية يتطلع المسلمون إليها في كل دول العالم؛ وهناك (مجمع الملك سلمان للحديث الشريف) في طيبة الطيبة، يَعْضُد ذلك العديد من الجمعيات والأوقاف العلمية المتخصصة؛ وكل ما سبق وغيره فيه تأكيد على ثبات سياسات (المملكة) في العناية بمصادر التشريع الإسلامي.
****
* ولأننا نعيش في عصر (سطوة وحضور الإعلام بشتى أدواته وقوالبه) وقدرته على التأثير؛ هذه دعوة للإفادة من تلك المعطيات السعودية السابقة في إنشاء قناتين متخصصتين تهتمان بالكتاب والسنة وعلومهما، قراءة وشرحاً وترجمة، إضافة لبرامج تسعى لغرس قيمهما وتطبيقاتها المعاصرة في المجتمعات الإسلامية المحتاجة لذلك جداً، على أن تكونا ناطقتين بلغات مختلفة.
****
* وفي هذا الميدان يمكن الإفادة من (قناتي القرآن في مكة المكرمة، والسنّة في المدينة المنورة)؛ وما يحظيان به من متابعة كبيرة بين المسلمين، بحيث يكون هناك ساعات معينة من بثّهما لبرامج نوعية، دون المساس بالنقل المباشر من المسجد الحرام والمسجد النبوي، الذي يمكن أن يكون عند عرض البرامج في زاوية من الشاشة؛ على أن يكون للقناتين تطبيقات على الهواتف الذكية وحسابات فاعلة في جميع مواقع التواصل الحديثة؛ تساهم في دعمهما ونشر إنتاجهما.
****
* أخيراً تحتضن المدينة المنورة كُليتين متخصصتين في القرآن الكريم والحديث الشريف تضمهما الجامعة الإسلامية، إضافة لمجمع الملك سلمان للحديث الشريف، وجائزة الأمير نايف بن عبدالعزيز للسنة النبوية؛ ولذا كم أتمنى أن تكون مركزاً لإنتاج القناتين المُنتظرتين؛ فالمدينة النبوية هي العاصمة الأزلية للثقافة الإسلامية، وسلامتكم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
