Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

الخلافات في العالم العربي على النعمة والبؤس..!

A A
الحديث عن الخلافات المزمنة في بعض الدول العربية له جذور عميقة مصدرها التخلف والتدخلات الخارجية وتجاذبات أطماع القوى الداخلية التي تقدم مصالحها الخاصة على المصلحة العامة.

ومن الواضح وبدون شك أن كل دولة لديها مصادر ذاتية لو ركزت الإدارات عليها وتخلت عن اللعب على الأوتار السياسية لصح أن يقال إن الخلافات والتوترات على النعمة، وبمعنى أكثر وضوحًا من يسيطر على النصيب الأوفر من خيرات البلد الواحد العراق وسوريا واليمن والسودان، أقاليم بها من الخيرات ما يكفي للداخل ويفيض إلى الخارج لو توفرت الإدارات التوافقية التي ترجح الصالح العام على المصالح الفردية أو الحزبية الضيقة.

وهذا المشهد أو الجانب من الصورة أن الخلاف على النعمة من يسيطر ومن يأخذ النصيب الأكبر من خيرات البلد المتأزم سياسيًا، وفي اعتقادي أن الأقاليم المشار إليها لا يوجد خلاف على أنها دول تملك ثروات طبيعية تمكنها بأن تكون بين الدول متوسطة الدخل (العراق وسوريا واليمن والسودان..) ولكن القيادات والتوهان السياسي خذل شعوبها وتحول الصراع من الخلاف على النعمة إلى صراع على البؤس بعد إشاعة الفوضى والقتل والتشريد والسماح للتدخلات الخارجية بأن تكون أطرافًا في صراعات داخلية وكل قادم من الخارج له أجنداته بسبب علاقات تاريخية أو حدودية أو استثمارات اقتصادية وغير ذلك وعند إذ يتحول الخلاف في دولة ما إلى بؤس وحرمان.

سوريا والعراق والسودان واليمن أمثلة صارخة لا يختلف على بؤسها اثنان بسبب التدخلات الخارجية وأي رواية أخرى تجانب الصواب..

في العراق واليمن وسوريا بدأت المبادرات السعودية تؤتي أوكلها والأمل أن يستمر تعزيز ثقة الحوار وإبعاد التدخلات الخارجية عن المشهد والتركيز على المصلحة الوطنية في داخل كل بلد حتى ينتفي عامل البؤس المسيطر على بعض العقول الغاوية والباغية في نفس الوقت.

وكم من قائل إن الخلاف على النعمة نعمة بشرط أن يكون لصالح الجميع وليس احتكارًا على فئة دون أخرى.. أما البؤس فليس له دواء إلا تحكيم العقل والمنطق والإدراك بأن البديل لانعدام السلم الاجتماعي هو البؤس بعينه، والمسلم العاقل يدرك ذلك إذا حكم ضميره وإنسانيته وقبل نواميس الأمن والسلام في مجتمع مدني تسود فيه وبين أفراده العدل والتراحم وتعاليم الدين الإسلامي.

وفي الختام نرى مشهد حشود المعتمرين في مكة المكرمة خلال شهر رمضان المبارك أكبر دليل على نعمة الإسلام وروابط التآخي والأمن والاستقرار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين... وكل عام وأمة الإسلام بخير.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store