Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

تهنئة الرسائل!!

A A
لأن العالم تغيَّر بشكلٍ سريع، تغيَّر كل ما حولنا، مهما حاولنا الحفاظ على عاداتنا؛ إلا أن العصر ومعطياته تُجبرنا على التعود على وسائل جديدة، تصبح من العادات الراسخة، مهما اعترضنا ومهما رفضنا في البداية؛ إلا أن المستجدات تُغزل في نسيج عاداتنا؛ مع سرعة الأيام وكثرة المتغيرات لا نشعر أننا أصبحنا نتعاطى معها كأمرٍ واقع ومعتاد. هكذا يتم إحلال عادة جديدة محل عادات قديمة، وتصبح عادة لجيل أو لأجيال حتى تدخل عليها مستجدات تزيحها وتحل محلها.

التهنئة بقدوم شهر رمضان المبارك، أو بعيد الفطر، هي أيضا تغيَّرت كثيراً عمَّا كانت عليه قديما، حيث كانت عن طريق الزيارات الشخصية لكبار العائلة والجيران والأصدقاء، لأن المنازل كانت متلاصقة، والأحياء متقاربة، ولا يحتاج الوصول إلى الأحبّة؛ مشقة وعناء، ثم تباعدت المسافات، وأصبح الاتصال الهاتفي وسيلة مقبولة على مضض مِن بعض مَن لم يألف هذه الوسيلة، ثم أصبحت التهنئة الهاتفية هي الوسيلة المقبولة لصعوبة الانتقال، رغم تشابك الخطوط وتعذُّر الاتصال التي كُنَّا نعاني منها في المناسبات الدينية، أي في رمضان وعيد الفطر.

وفي زمن وسائل التواصل، أصبحت الرسائل النصية وسيلة سهلة وسريعة وتصل إلى الجميع في ذات الوقت، لكن البعض يرى أنها تفتقد الحميمية، لأن نص الرسالة واحد يُرسَل للجميع، لذلك تفقد معناها أو أهميتها، وتصبح عبئاً على الهواتف لكثرتها وتكرارها لسهولة إرسالها.

كثير منا يسعى لأن تكون تهنئته بأفضل صيغة وأجمل صورة، لذلك يستعين بمن يصمم له تهنئة خاصة به، ربما بمقابل مالي، أو بما توفره منصات التهنئة على جوجل، أو أنه يختار عبارة أو يكتب نصاً، أي أنه يبذل جهداً خلال الاختيار والتنسيق والإرسال، مهما كان حجمها أو شكلها، إلا أنها رسالة تحمل ما يكنه قلبه من مودة ومحبة، أو تقدير وإجلال.

التهنئة في حد ذاتها لفتة إنسانية جميلة، جديرة بالتقدير والامتنان للمرسل ولهذه التقنية، التي سهَّلت علينا التواصل وتبادل التهاني ليلة العيد بكل ذلك الزخم.

بالتأكيد هناك أشخاص لا بد من الذهاب إليهم وتهنئتهم وجهاً لوجه، كالوالدين، والأعمام والأخوال، إذا كانوا في محيط قريب، هؤلاء ومن في حكمهم لا تتم تهنئتهم برسالة أو اتصال، خصوصاً إذا كانوا من القرب المكاني بحيث يسهل الوصول إليهم.

كذلك هناك أشخاص يجب الاتصال بهم هاتفياً لتهنئتهم والاطمئنان عليهم، هؤلاء وأولئك مَن يحق لهم رفض التواصل معهم، وتهنئتهم برسالة واتس.

لكن كل الأقارب والأصدقاء والزملاء والمعارف، أتصور أن التهنئة برسالة سواء كانت العبارة المتداولة: «كل عام وأنتم بخير»، أو «أطيب الأمنيات»، أو أياً ما كانت شكلاً وموضوعاً، فهي تعني الكثير، وهي مدعاة للامتنان، لأنك لازلت في ذاكرة المرسل، وأنك لم تغب عنه في أجمل اللحظات وهو يستقبل شهر البركات شهر رمضان، أو وهو في زحمة العيد، وما يتطلبه الاستعداد من فوضى داخل المنازل، وازدحام في الشوارع والمحلات.

إنجاز المملكة في إجلاء العالقين في السودان

ما يحدث في السودان شأن داخلي، إلا أن الاقتتال بتلك الصورة الدموية وفي شهر رمضان، محزن جداً، مهما كانت الأسباب لا تستدعي هذه الحالة التي وصل إليها الوضع هناك، لكن ليس لدينا غير الدعاء بأن يلهمهم الله الصواب.

لا شك أن الموقف والدور السعودي، والأداء الدبلوماسي الذي تفوَّق على دول العالم من خلال الإجلاء السلس لمواطنين علقوا وسط الأحداث، ولم تتمكن الدول من إيجاد طريقة لإجلاء مواطنيها إلا من خلال السعودية، هذه الدولة التي أصبحت محط أنظار العالم، ففي كل يوم تُحقِّق إنجازاً يُبهر العالم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store