قدمت المملكة العربية السعودية دوراً دبلوماسياً مميزاً ولوجستياً مدروساً في أكبر عملية إجلاء لرعاياها ورعايا عدد من الدول العربية والأجنبية، وعدد من المدنيين والدبلوماسيين إلى الأراضي السعودية بعد تفجُّر الأوضاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وكانت المملكة من أوائل الدول التي بادرت لتحرير رعاياها، ونقلهم بسلام من الأحداث السودانية الشائكة إلى أرض المملكة، والوصول بهم الى بر الأمان على متن سفن عسكرية سعودية، وعبر عمليات متواصلة، في الوقت الذي طلبت فيه الكثير من الدول العربية والغربية المساعدة العاجلة من المملكة لتحرير رعاياهم.
وكعادتها «مملكة السلام»، مدت يد العون، وحررت عدداً كبيراً من العالقين، الذين كانوا يثنون بالدعوات ويشيدون بالإنجاز بكلماتهم البسيطة عند وصولهم للموانئ السعودية بهذا التحرك الاستثنائي بدقة تفاصيله.. تصدَّر الحدث الإعلام العالمي الذي صاغ الأخبار والتحليلات عن هذا التحرك الدولي الإنساني السعودي، ونقل الكثير من الصور والمشاهد الإنسانية التي كانت تصف الإنسانية العالية لمهارة التعامل مع المدنيين، سواء الأطفال الرضع والنساء والرجال بمختلف حالاتهم، وهو تعامل راقٍ، والمجندات السعوديات ورجال الجيش كان حضورهم لافتاً في هذا المشهد؛ من خلال الصور الجميلة التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كانوا يمدون أياديهم لمساعدة المحتاجين، واحتواء غربتهم، ومساندة ضعفهم، وترميم أوجاعهم، وكأن باقات الورود كانت تنتظر عند الموانئ السعودية تمهيداً لنقلهم إلى بلادهم، وذلك إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين حفظهما الله.
عدسات الكاميرات التقطت صور تلقائية لكل منعطفات الإجلاء السعودية الناجحة، والتي كانت تعتبر عمليات محفوفة بالمخاطر، وذلك تفادياً لتجنب الاشتباكات بين الأطراف المتقاتلة، ولكن القيادة السعودية دائماً تُقدِّم الدروس الحكيمة في التعامل مع مجريات الأحداث العالمية بالتخطيط الحكيم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
