Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

أبناؤنا والمغيّبات !!

A A
كتبتُ من عدة سنوات مضت، مقالات حول مسؤولياتنا في تربية الأبناء، ودور الأسرة في بناء المجتمع، وأهمية ذلك في تنمية الدولة ومستقبلها، ولابد لنا أن نعي ونستشعر هذا الدور الهام لأبنائنا إذا ما أردنا لهم الحياة الكريمة، وتحقيق النجاحات الكبيرة، ونُردِّد عبارة بأننا نرغب في أن يكون أبناؤنا أفضل منَّا مكانةً وقدراً، وتحقيق ما عجزنا عنه في رحلة حياتنا من خلالهم.

هذا الدور لا يكتفى فيه بنثر الكلمات والتوجيهات والعبارات الرنانة فقط، بل يتعدَّى كل ذلك من خلال حسن التربية لهم، ومرافقتهم بكل جدية إلى بر الأمان والاستقرار في رحلة حياتهم، وهذه مهمة شاقة لابد لنا أن نتحمَّلها، لأن هذا الأمر يتطلب المزيد من الجهد حول بناء الأسرة ومستقبلها، نُؤمِّن لهم الجرعات الكافية من التوعية والثقافة التي تُحقِّق لهم النجاة من السقطات في مهب المغيبات التي تحيط وتترصد بهم من كل الجوانب.

ولعل من أهم أسباب الوقوع في منحدر المغيبات، التفكك الأسري، والبعد عن مسيرة الأبناء، وأصدقاء السوء، والفراغ غير المبرر، وضعف الوازع الديني بين أفراد الأسرة، والاضطرابات الشخصية التي يغفل عنها الأبوان في وقتٍ مبكر، أو تُكتَشف بعد فوات الأوان، ويصعب معها التصحيح والتقويم، وأخيراً الهروب من الواقع، ويحدث -لا سمح الله- ما لا تُحمد عُقبَاه، ويدفع الأهل ثمناً باهظاً لهذا التهاون والبعد عن مسؤولياتهم الحقيقة تجاه فلذات أكبادهم.

نحن نشهد الآن الاستهداف الكبير لثروة وطننا من أبنائه وبناته، سواء من الفكر المتطرف، أو من خلال الحملات المركزة لنشر المغيبات والمخدرات بمختلف أنواعها، والتي تحاول أن تطيح بهم في براثنها، وتحيدهم عن المستقبل الذي تسير نحوه بلادنا بكل قوة وصلابة؛ لتحقيق رؤيتها وأهدافها، التي نتلمس ثمراتها، من خلال تماسكنا وقوتنا التي اعتدناها من جميع أفراد مجتمعنا.

اليوم تشهد المملكة حملة حازمة واسعة النطاق لمكافحة المخدرات، التي تهدف إلى توعية المجتمع بخطورة تعاطي المخدرات، وتحذير أفراده من آثارها الضارة على الصحة والمجتمع والاقتصاد، وتتضمن هذه الحملة جهودًا متعددة المجالات والمراحل، تشمل التوعية والتثقيف بأهمية الوعي بمخاطر المخدرات، والتأثيرات الصحية والاجتماعية الخطيرة التي تترتب على تعاطيها، بالإضافة إلى تطوير برامج العلاج والتأهيل للمدمنين، وتوفير الدعم النفسي والاجتماعي لهم ولأسرهم، ولا بد للجميع دون استثناء من التكاتف معها وحولها، ولكل منَّا دور في نجاحها وتكاملها، وهذه الحملة الأمنية أشبه ما تكون بإعلان حرب شاملة على المغيبات والمخدرات من خلال العمل الميداني الشامل، والقوانين والأنظمة الداعمة لمهام رجال الأمن، لتعزير فرص نجاح الحملة، وما لقيته من ترحيب واهتمام شعبي، وهو ما سينعكس على دور المواطن في التعاون مع هذه الحملة، والإبلاغ عن كل مشتبه، لننعم بوطن خالٍ من المخدرات، حمايةً لنا ولأبنائنا بإذن الله تعالى.

(لأن أبناءنا أمانة في أعناقنا.. بادروا إلى معرفة أصدقائهم مبكراً).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store