Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أ.د. صالح عبدالعزيز الكريّم

جامعاتنا وعلماء التميز

A A
يستقطب الوطن، بشركاته وهيئاته ووزاراته وجامعاته وكثير من جهاته المختلفة الخبراء العالميين الذين ينفردون بالتميز في الأداء والإلمام بالخبرة في التخصص للاستفادة منهم، وأقل الجهات التي تعمل على الاستقطاب بأسعار زهيدة هي الجامعات، حيث استطاعت بعض جامعاتنا السعودية أن تستقطب باحثين عالميين متميزين يوصفون بأنهم الأكثر استشهادًا في بحوثهم وبعضهم ممن حصل على جوائز عالمية مثل جائزة نوبل أو جائزة الملك فيصل العالمية للتعاون في البحث العلمي بحيث تتفق معهم على عقود لمدة محددة -سنة أو سنتين- وكما قلت بسعر أقل بكثير جدًا مما تتعاقد به بعض الشركات والهيئات مع خبراء عالميين نظير عدة أمور مفيدة للجامعة من أهمها حضورهم إلى الجامعة المستضيفة أو تواصلهم عبر التقنيات الحديثة لإعطاء محاضرات في تخصصات دقيقة أحوج ما يكون لها الباحثون الجدد وطلاب وطالبات الدراسات العليا ليتحقق عن ذلك الاحتكاك العلمي والتعرف عن قرب على هذه القامات العلمية العالمية التي تخلو منها كثير من جامعاتنا.

وخلال اللقاءات العلمية وقبلها وبعدها يكون هناك تواصل للمشاركة البحثية وإقرار مشاريع بحثية تكون على مستوى عال نظرًا إلى أنه هو المراجع للبحث واسمه مهم كشخص على مستوى كبير شأنه في ذلك شأن استقطاب لاعب كرة على قدر عال من الخبرة فيكون من ذلك احتكاك يهدف صناعة باحثين سعوديين في جامعاتنا يحملون بعد ذلك هذا التميز للأجيال القادمة ويتحصلون على مِنح في تلك الجامعات التي بها الخبير البحثي العالمي واستضافته لبعض الأساتذة والباحثين السعوديين في المعامل البحثية التي تكون أكثر تجهيزًا وتقنية فهناك العديد من المكتسبات لمثل هذه العقود التي تبرمها بعض الجامعات مع العلماء المتميزين والتي من ثمارها كذلك النشر العلمي في أرقى المجلات بصحبة اسم عالم مميز معروف لدى المجلات والتي لو تقدم إلى تلك المجلات أسماء أساتذة من جامعتنا دون العالم المتميز لم يقبل بحثه، والمشاركات البحثية والتعاون البحثي في أي صورة فيها مشاركة فعلية مقبول ولا يمكن اعتباره إخلالاً في مفهوم النزاهة.

ومن مكتسبات الزيارة لاولئك العلماء اطلاعهم على المستوى الذي عليه جامعاتنا من إمكانات فالجامعات الكبيرة والعريقة مثل جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالعزيز وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن وغيرها من الجامعات حظيت بدعم من الدولة مما جعل بها مراكز بحثية متميزة أبهرت كثيراً من العلماء الزائرين بما في تلك المراكز من تقنيات وأجهزة، فجامعاتنا بفضل الله ثم بفضل ما تحظى به من دعم ليست جامعات متخلفة كما يريد أن يظهرها البعض وأكاد أجزم أن في بعض جامعاتنا تقدم تقني وإلكتروني لا تحظى به جامعات أوروبية وأن البحث العلمي في المملكة متقدم ذلك أن الكوادر الأكاديمية والبحثية السعودية هم من خريجي هارفارد وستانفورد ولندن وأكسفورد وكمبردج ونوتنغهام وشفلد وطوكيو وتورنتو و........ إن أساتذة الجامعات السعوديين كل الذي يحتاجونه هو الدعم المادي لبحوثهم، لذلك كان الاهتمام البحثي من الدولة لإنشاء لجنة عليا للبحث والتطوير والابتكار يرأسها سمو ولي العهد وتم إنشاء هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار لتفعيل البحث العلمي على مستوى الوطن وبالتعاون مع الجامعات.

فمن يطير فرحًا بأي تصريح ضد هذه الإنجازات والنجاحات إنما هو بدافع ما ترسب بداخله من تحامل، أو بحسن نية لكن من النوع الذي يهدم ولا يبني دون أن يكون هو من يبني أو يتميز بالبحث العلمي، فمن الطبيعي جدًا أن تبحث الجامعات التقدم في التصنيف العالمي وفق عقود مع علماء متميزين هي تستفيد منهم وهم يستفيدون ماديًا منها من خلال شراكات بحثية وتعاونية فنحن بحاجة لهم، ولا يعيب ذلك أن هناك أفراداً معدودين من ضعاف النفوس أساءوا استخدام الفكرة فليس ذلك معناه رفض إيجابياتها فالشركات والهيئات والوزارات بل الأندية الكروية تحسن من أداء كوادرها من خلال المتميزين وخبراتهم وإن كان هناك ملاحظات أو انتقادات لبعض التصرفات وهي أمور واردة لتصحيح الأخطاء إنما يكون من خلال الجهات نفسها لا من خلال التشهير بمكتسب وطني كبير، فالتعليم الجامعي في المملكة حقق الكثير من النجاح ومن ذلك البحث العلمي، وكل الذي يحتاجه البحث العلمي اليوم في الجامعات هو الدعم المادي اللامحدود لأن الجامعات مليئة بالكوادر والباحثين الذين تخرجوا من أرقى وأقوى الجامعات العالمية وعطاءاتهم بإذن الله تمنح الوطن تقدمًا كبيرًا في البحث العلمي والتصنيف العالمي بشراكة مع العلماء المتميزين عالميًا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store