Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

وصفة خاصة.. تقود السعودية نحو النجاح

A A
فيما تعاني معظم دول المنطقة من تفشي النزاعات المسلحة والحروب وحالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي، وتعج وسائل الإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي بأخبار مزعجة وصور مأساوية، فإن كافة الأخبار التي تتناول الأوضاع في المملكة -ولله الحمد- تدور في فلك مغاير لذلك الواقع المحزن، فهي إما أخبار عن إطلاق مشروع متطور، أو دعم للشباب، أو افتتاح لمؤتمر أو حدث اقتصادي كبير.

هذه النتيجة المبهرة والمفرحة لم تتحقق بكل تأكيد نتيجة للصدفة أو ضربة حظ، لأن الصدف لا تقود لمثل هذه النتائج، بل كان نتيجة لتخطيط علمي مدروس اقترن بتنفيذ واقعي؛ استصحب كل المعطيات الضرورية، وعندما تتوفر مثل هذه الظروف، فإن الحصاد في الآخر حتمًا سوف يكون هو النجاح والتفوق.

ولأن هذه البلاد قامت على كريم الخصال، واعتادت أن تمد يدها بالخير لإخوتها، فها هي تسعى لإيجاد حلول للأزمات التي تشهدها شقيقاتها في اليمن، وسورية، والعراق، وها هي تستضيف الإخوة السودانيين في جدة، وبحمد لله وشكره فإن جهود السعودية تحقّق النجاح في كل هذه الملفات رغم تعقيداتها وتشابكها، وذلك نتيجة لما تتمتع به من تقدير وسط الحكومات، واحترام وسط الشعوب، لأن سياستها قامت على عدم التدخل السالب في شؤون الآخرين.

هذه هي وصفة القيادة السعودية المتميزة التي قامت عليها هذه البلاد المباركة منذ توحيدها على يد الملك المؤسس المغفور له -بإذن الله- عبدالعزيز آل سعود، والتي تركز بصورة أساسية على السعي الجاد لكل ما فيه مصلحة المواطن، وبذل الجهود لما يحقق رفاهيته، ويضمن مستقبلا أفضل للأجيال المقبلة، وعدم إضاعة الوقت في قضايا خلافية لا تفيد الوطن في شيء، بل تضعف وحدته وتذهب قوته.

لأجل ذلك ركزت القيادة الحكيمة منذ قيام الدولة على إرساء قيم المساواة بين جميع المواطنين، بغض النظر عن مناطقهم أو أعراقهم أو قناعاتهم الدينية أو الثقافية، فالكل سواء أمام القانون، حيث لا يوجد ضعيف مضطهد أو قوي أكبر من النظام، بل إن معيار التفاضل الوحيد الذي تعترف به الدولة وتقره قوانينها هو المواطنة الصالحة، ومقدار ما يبذله كل فرد لرفعة بلاده وتطورها، مع الالتزام بالأنظمة والتشريعات.

كذلك كان من حكمة القيادة الرشيدة أن أدركت منذ وقت مبكر أهمية فرض الأمن كأول الشروط الواجب توفرها لتحقيق التنمية الشاملة، حيث لا نمو ولا تطوّر في ظل الفوضى والاضطراب، كذلك حرصت الدولة على بسط العدل وصيانة حقوق الناس، ولأجل ذلك تم إقرار منظومة متكاملة من القوانين والتشريعات الواضحة التي تحفظ الحقوق وتمنع التعديات وتزيل المظالم.

من ثم أولت الدولة أهمية كبرى وأولوية مطلقة لتحقيق التنمية المستدامة في كافة المناطق والمحافظات بصورة متوازنة، فانتشرت المشاريع التنموية والمدارس والجامعات في كل ربوع البلاد، وتم افتتاح فروع لكافة المؤسسات الحكومية والوزارات في المدن الرئيسية، مما كان له أثر كبير في تحقيق التطور والنماء.

كل تلك الجهود أسهمت في ارتفاع الروح الوطنية، وغرست معاني الولاء وسط الجماهير، وأصبح الانتماء لهذه البلاد مبعث فخر لجميع أبنائها، ومن ثم تسابقوا كلهم بدون استثناء في ميادين العطاء، حمايةً لبلادهم ورغبةً في رفعة شأنها.

الآن تجني المملكة ثمار سياستها الرشيدة، وتتبوأ في كل يوم مكانة أرفع، وتمضي بخطى ثابتة ومنتظمة في مسيرتها نحو المجد، بفضل الله تعالى أولا، ثم الجهود المتواصلة التي تبذلها قيادتها الحكيمة لضمان ازدهارها واستمرار نهضتها.

ونحن نعيش في هذا المحيط المضطرب، فإن الحكمة تتطلب منا أن نزداد قربا مع قيادتنا، وأن نكون جميعا أكثر التصاقًا بولاة الأمر، فهذا الوطن الذي نتشرف كلنا بالانتماء إليه يستحق منا أن نفديه بأرواحنا، وأن نقدم دماءنا وأنفسنا في سبيل بقائه، وهو ما أنا على ثقة من أن جميع السعوديين على استعداد لفعله بدون تردد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store