Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي أبو القرون الزهراني

عودة سوريا...

A A
.. تعد القمة العربية 32 واحدة من أهم القمم العربية على الاطلاق، سواء من حيث أهمية ملفاتها، أو نتائجها التي ترجمها بيان جدة الذي غير المنظور العربي للقضايا العربية، وإدارة أزماتها ومواجهات تحدياتها..

قضايا العرب للعرب.. هذا باختصار زبدة هذا المنظور، وهو الطريق الصحيح والناجع لمعالجة قضايانا، إذا ما صاحبه إرادة وجدية ونوايا حسنة...

*****

.. التوافق العربي في هذه القمة يؤكد لنا «كم» الحاجة إلى التفاف العرب، وإلى (الحل العربي - العربي) الخالص، الذي غاب طويلاً بعد أن سلمنا رقابنا للغرب، وحتى لمؤسساته الأممية المشطورة النظر، وأصبحوا هم يعبثون بنا وبقضايانا وفق مصالحهم هم!

الغرب بمؤسساته عشرات السنين يشعل صراعاتنا، ويدير أزماتنا كما يريد ولا يحلها، لأنه غالبًا يكون جزءًا من المشكلة وليس جزءًا من الحل، وانظروا إلى قضايانا تراوح مكانها من سنين، وكل ما خبا وهجها نفثوا فيها من روحهم، ولكم في القضية الفلسطينية خير مثال من عام 1948 وهي تدور رحاها...!

*****

.. عودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية هو واحد من النتائج المهمة لهذه القمة.. والذي كان يسره منظر الأعاجم (إيران وتركيا وروسيا) في سوتشي وهم يناقشون قضية عربية صرفة عليه ألا يغضبه لو العرب قاموا بحل أزمة سوريا..

هذا أولاً، وثانيًا العودة كانت بإجماع عربي، أما ثالثًا وهو الأهم أن العودة لا تعني القفز من فوق هذه الأزمة التي أفرزت الكثير من الكوارث، ولكنها بداية للاتجاه الصحيح بحلها عربيًا..

*****

.. لا أحد يزايد علينا في أزمة سوريا، فنحن المتألمون لها ومنها، ونحن من تشاطرنا مآسيها، وندرك حجم ما خلفته هذه الأزمة من قتل ولجوء ودمار، وندرك أيضًا حجم التدخلات الأجنبية وتشابك المصالح، ناهيكم عن دس المنظمات والجماعات، واستخدامها كأوراق تعبث بالتراب السوري.. وفي النهاية من جلب كل هذا؟!

وهل هناك حل بعد كل هذه السنين وهذه الكوارث؟!

لا أعتقد أن من أوجد «الفوضى الخلاقة»، وأحرق البلاد العربية بـ»ثورات الربيع العربي»، وأجج الشوارع بهتافات «الشعب يريد إسقاط النظام» سيسعى إلى الحل..!!

*****

.. هم يريدون للأزمة أن تستمر، ولا يهمهم أوجاع الشعب السوري، ولا أوجاع الشعوب العربية كلها، ما يهمهم هو مصالحهم ومخططاتهم. ولن يجد العرب أحرص على مصالحهم، وحل أزماتهم وقضاياهم من أنفسهم متى ما كانت هناك ارادة، وغلبوا صوت العقل والحكمة.. فتفاءلوا خيرًا..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store