Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

قمة جدة خطوة إلى الأمام

A A
الجامعة العربية في دورتها 32 اجتمعت في بيت العرب المملكة العربية السعودية.. كان الحضور كاملًا والأجواء مهيئة والإعداد محكماً.

عادت سوريا لمقعدها في الجامعة بترحاب من الجميع على أن تنفرج الغمة وتتغير الأوضاع إلى الأفضل.. والواقع إن الأزمات ليست أقل من ذي قبل أو أقل خطورة لأن القضية الكبرى الفلسطينية لا حل لها في الأفق بل المزيد من التوتر والرعونة والبطش الإسرائيلي والانقسام الفلسطيني.. وفي السودان بركان يهدد بالانفجار برغم الجهود التي تبذلها السعودية ودول أخرى في المنطقة لاحتواء الموقف وتأكيد مبدأ السيادة الذي لا بديل له إلا الفوضى.

وتجارب عقد مضى لا زالت سارية المفعول في ليبيا واليمن وسوريا ولبنان بحدة.. توهن قدرة الشعوب على التحمل وتهدد تبعاتها الجسم العربي بكامله والسبب الإهمال وتعنت القيادات التي لم تبادر باحتواء مشكلاتها قبل اندلاع الفوضى وتهديد الدولة الوطنية في تلك الدول بالخطر والتفكك وحروب أهلية وانعدام الأمن والاستقرار متجاهلين أن البقاء للدولة وليس لاستبداد الأفراد.. ذهب من ذهب وبقيت آثارهم السلبية والمدمرة ومن بقي لم يعتبر ويترك المشهد لمن هو أجدر بالقبول ولم الشمل والمصالحة الوطنية في كل قطر أصيب بزلزال مدني وفوضى لم تتوقف من بداية القرن الحالي.

سياسة المملكة العربية السعودية مبنية على إدراك المسؤولية القيادية والقيام بالنجدة والإنقاذ ومد يد العون.. وانعقاد قمة جدة الأخيرة أكبر دليل على بذل أقصى الجهود لتقريب وجهات النظر وتهيئة أجواء المصالحة والعمل الجاد لإنقاذ الأمة العربية من المزيد من التفكك والصراعات التي تهدد مستقبل الأجيال القادمة بمخاطر حقيقية تتسارع وتيرة أحداثها في كل مكان في أجواء نظام عالمي مهدد بزلزال مدمر وأكبر خطورة من كوارث الماضي بسبب صراعات قمة بين الدول الكبرى وتصبح المنطقة العربية ضحية سهلة من جديد.

المأمول من مخرجات قمة جدة الظاهر منها والخفي أن الرسالة قد وصلت، وأن القيادات المعنية بالتحرك السريع يجب أن تتخذ ما يجب من الإجراءات الضرورية لمصالحة داخلية لأن التأخير لا يتحمل المزيد من تجاهل الواقع الذي تعيشه شعوب تلك الدول المنكوبة.

تجارب الماضي تفيد أن اجتماعات القمم العربية تبدأ بحماس وبعد الاجتماع تفتر الهمم وتعود الأمور على ما كانت عليه.. قمة جدة بإدارتها الحازمة ونتائجها وحسن النوايا تحت خطورة المرحلة يتوقع أن تكون انطلاقة جديدة تدرك القيادات المخاطر وتعرف عناوينها في داخل كل دولة وتوقف النزيف الذي أنهك الشعوب وجعل مستقبل أجيالها في مهب الريح.

ولعل قمة جدة قد حركت الضمير العربي ليقظة تاريخية يلتقطها الجميع لإحداث نقلة نوعية في المصالحات الوطنية الداخلية والانصراف للتنمية والمواكبة بدلًا من الحروب والصراعات على السلطة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store