شاهدت مقابلتين أجريتا مع الفنان السعودي الكبير فهد الحيان -رحمه الله- لم أسمع أو أشاهد أي فنان استطاع على الملأ أن يصدح بما قاله أو تحدث به، تحدث بوضوح أن الفن الكويتي بما يعرضه من مسلسلات لا يمثل المجتمع الكويتي سواء بما تتمثل به الممثلات من لباس بعيد كل البعد عن الاحتشام إلى مضمون المسلسلات من خيانة وتسيب أسري وغياب دور الأسرة، لقد تحدث بحرقة لأن هناك بنات ونساء ومجتمعاً ينظر إلى هؤلاء الممثلين والممثلات بأنهم قدوة، ودعا -رحمه الله- إلى التستر وتقديم فن يتماشى مع ما عليه أهل الكويت وما عرف عنهم، وأنه لا يمكن أن يسمح لبناته مشاهدة مثل تلك المسلسلات ذات المحتوى الذي كله خيانات وتصرفات لا تليق.
لقد حمّل الأستاذ فهد -رحمه الله- في حديثه أثناء المقابلة الممثلين والمنتجين أمانة الفن وكيف يمكن أن يحقق رسالة اجتماعية دون الحاجة لتصوير المجتمع بغير ما فيه أو عرض ما يسيء إليه سواء في المحتوى أو في الاستعراض في المشاهد، أتمنى من كل منتج وممثل أن يشاهد المقابلتين اللتين أجريتا معه ليرى أن هناك نماذج للفن الراقي وأنه رسالة اجتماعية وهو نجم للفن الراقي الحريص على فائدة المجتمع دون الحاجة للمساس بأخلاقياته وآدابه.
كلنا شاهدنا الفنان فهد الحيان في مسلسلات متعددة كان أشهرها (طاش ما طاش) وقد استمتعنا بما قدمه من فكاهة وخفة دم وأداء متميز دون الحاجة إلى الابتذال في العرض أو المشاهدة بل إن الصغار من الأولاد والبنات كثيرًا ما يقلدون أناشيده وحركاته، وقد أجاد في تقليده للشخصيات المتعددة والتي كان من أشهرها تقليده في دور الشاب الشامي مصطفى.
هناك إجماع على أن ما تعامل به الممثلان الكبيران أصحاب (طاش العودة) مع الأستاذ فهد في عدم تمكينه من المشاركة لم يكن مناسبًا بل فيه إجحاف في حقه وفق ما صرح به، ولعل في ذلك درساً أن المادة ليست هي كل شيء في الحياة وأن مشوار الصداقة والزمالة في العمل أيًا كان نوعه يجب أن تكون فيه مصداقية وحرص على مصلحة الجميع.
رحم الله الممثل السعودي الذي نشأ في حياته على العطاء بما منحه الله أياه من موهبة، وغادر هذه الحياة الدنيا والكل يثني عليه وعلى خفة دمه وإجادة عمله، رحمه الله رحمة واسعة وجعل ما قدمه حسنات له في صحيفة عمله، وعظم الله أجر زوجته وذريته وجميع أقاربه وجعله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
