Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

بصمات إدارية

A A
مع انطلاقة معرض الكتاب بالمدينة المنورة في نسخته الثانية لهذا العام، والذي شهد في النسخة الأولى إقبالاً كبيراً ومشاركة متعددة من عدة دور نشر من داخل المملكة وخارجها، لإبراز دور الكتاب والكاتب في مستقبل العلم والثقافة، التي يعتمد عليها تقدم الإنسان وتطور حضارته وتاريخه، لنقل المعرفة وتوارثها جيل خلف جيل، يحمل مسؤولية المعرفة لكل من يرغب وينهم لها.

بصمات إدارية، كتابي الذي صدر مؤخراً، وتزامن مصادفةً مع توقيت انطلاقة معرض الكتاب بالمدينة المنورة، والذي يختص بالمعالم الإدارية، تخصصاً وخبرة، يعالج قضايا إدارية وصوراً واقعية لها وُضعت في قوالب معاصرة، تعيش بين جنبات وبيئات مختلفة من عوالم الأعمال ومنظماتها، التي تحقق النجاحات، وأخرى تعيش حالات من عدم الاتزان، وغيرها من تتخبط وفق عشوائية إدارية شخصية تحول دون تحقيق نتائجها وأهدافها التي تبحث عنها.

بصمات إدارية، كتاب جمعتُ به أكثر من مائة وثمانين صورة إدارية، تحاكي واقعنا الإداري من خلال الشخصيات التي تحاول أن تصل من خلال أسلوبها الإداري إلى نتائج مرضية، وقد تتحقق في بعض الأحيان، ولكنها تخفق في الكثير منه، لأنها تعتمد وتقوم على سلوكيات للشخصية الإدارية، تنعكس على التعامل مع بيئات العمل المختلفة، وعلى مؤدي الخدمة بهذه البيئات، ومدى قدرتهم على التحمل والتعامل معها.

بصمات إدارية، رحلة إدارية امتدت لسنوات طويلة، بين محطات إدارية مختلفة، وبين بيئات عمل مختلفة، وبين شخصيات قيادية إدارية مختلفة، وبين زملاء عمل مختلفين، رحلة فيها من الاستقرار الوظيفي، وفيها من المطبات الإدارية المختلفة، رحلة فيها من الراحة ما يكفيها، وفيها من التعب والألم والمعاناة أيضاً ما يكفيها، رحلة للصعود تارة وللهبوط تارات أخرى، قابلت فيها من تعلمت منه لمدرسة النجاحات، ومن تعلمت منه كيف النجاة من الفشل، تعلمت فيها الصبر والحكمة والمراوغة، وتعلمت منها أن الأخطاء في العمل ليست هي النهاية، وأن الصفعات التي نتلقاها في رحلتنا ليست هي إلا مزيج من الخبرة والتعلم، وأن التقدم لابد أن يصاحبه التعثر، وأن النجاح ليس آخر محطة في الرحلة، وأن الحياة عبارة عن نجاحات تستمر معنا في كل محطة نصل إليها، ولابد لنا أن نستمر حتى تنتهي حياتنا.

بصمات إدارية، أقدم به نصائح إدارية لكل من يرغب أن يتقدم في مسيرته، ولكل من يرغب أن يحقق النجاحات المتتالية، ولكل من لديه إرادة وعزيمة وإصرار للقيادة الإدارية، ولكل من يرغب في صناعة بيئة عمل ناجحة، ولكل من يعترف بعثراته وأخطائه، ولكل مبتدئ في عالم الأعمال، ولكل من تأخر ولكل من تقدم، فليس هناك وقت محدد للتوقف، وليس هناك وقت محدد للاستمرار، كل الأمر بيدك، والقرار قرارك أنت. (الإدارة.. هي الوظيفة الوحيدة التي لا تنتهي أبداً).

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store