Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. علي آل شرمة

«الأخدود».. ينثر الفرح في ربوع نجران

A A
بث فريق الأخدود الفرح في نفوس كافة أبناء منطقة نجران بعد صعوده بكل جدارة إلى دوري روشن لأندية الدرجة الممتازة للمرة الأولى في تاريخه، معلنًا بوضوح أن النهضة التي تشهدها المنطقة في الوقت الحالي على كافة الأصعدة سوف تتواصل حتى تتبوأ نجران المكانة التي تليق بها.

حقق الأخدود تطلعات عشاقه ومتابعيه، فسالت دموع الرجال -وما أغلاها-، وتعانق الجميع في مشهد يؤكد وحدة كافة سكان المنطقة على قلبِ رجلٍ واحد، وأن كلمة السر ومحط الاهتمام هو «نجران» وحدها، وليس سواها، فالأخدود يحمل اسمها، وسوف يُحسن تمثيلها ويرفع رأس مواطنيها بإذن الله.

لم يتحقّق هذا النجاح صدفة، ولم يكن بضربة حظ، بل أتى بعد تخطيط مستمر وعمل دؤوب ومتواصل، وتضحيات كبيرة قدّمها أبناء نجران عامة، ومشجعو الفريق وإدارته على وجه الخصوص، الذين لم يبخلوا على ناديهم بالدعم المادي غير المحدود، والتشجيع والمؤازرة المتواصلة، حيث وقفوا معه منذ بداية الموسم؛ ورافقوه في كل المباريات التي خاضها، لم تفتر عزيمتهم، ولم يتسلل اليأس إلى قلوبهم لثقتهم الراسخة في الأبطال الذين ارتدوا شعار الفريق، وحملوه على قلوبهم، ودافعوا عنه بكل قوة، حتى ارتوت الميادين بعرقهم، وشهد الكل على جسارتهم، فكان من الطبيعي أن تتكلّل جهودهم بالتوفيق.

ومما يميّز هذا الفريق، الذي يعود تاريخ تأسيسه إلى العام 1976، أنه ظل طيلة تاريخه مدرسة كروية متفردة، حيث اشتهر باعتماده على كوادره الشابة من اللاعبين الصغار في أعمارهم، ولكنهم كبار بحسابات البذل والعطاء، وخلال السنوات الماضية اشتهر الأخدود بتخريج العديد من المواهب البارزة؛ التي لعبت في معظم الأندية السعودية، وظل هؤلاء اللاعبون يقدمون أروع الصور عن الأخدود، وصاروا سفراء يمثلون منطقة نجران بأكملها.

إن كان من كلمات شكر فهي -بعد الله سبحانه وتعالى- تُوجَّه لصاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد أمير منطقة نجران، الذي وقف مع الفريق كثيراً، ولم يبخل عليه بالدعم المادي والمعنوي، وسارع إلى استقبال الأبطال بعد تتويجهم وإعلان صعودهم في مكتبه بإمارة المنطقة، حيث هنأهم وشجعهم وتبرع لهم بمبلغ سخي.

كذلك كان لصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن هذلول بن عبدالعزيز -نائب أمير منطقة نجران- دور كبير في الإنجاز الذي حقّقه فريق الأخدود، وذلك بدعمه المتواصل للفريق، ووقوفه إلى جواره، وتشجيعه للاعبين، وحثهم على ترجمة أحلام وتطلعات أهالي المنطقة بالصعود إلى مصاف أندية الدرجة الممتازة.

المطلوب من وجهة نظري في هذه المرحلة؛ أن يبادر جميع أهالي نجران إلى دعم فريق الأخدود خلال الفترة المقبلة، لأنه يمثل المنطقة بأكملها، لذلك ينبغي أن نلتف جميعًا خلف ممثلنا، وأن تكون هذه المناسبة مدخلاً لوحدة شاملة تجمعنا كلنا، وتكون مقدمة كي نمد يد العون لممثل آخر في هذه المنافسة الكروية، التي باتت تحظى بمتابعة واسعة، ليس فقط على الصعيدين المحلي والإقليمي، بل على مستوى العالم كله.

ولا يخفى على الجميع أن كرة القدم لم تعد مجرد منافسات على المستطيل الأخضر، فهذه اللعبة الشعبية الأولى التي يمكن أن تكون مدخلاً لتسليط الضوء على ما تتمتع به المنطقة من إمكانات ضخمة، لا سيما في مجال السياحة، وبذلك تكون أداة فاعلة لتنشيط صناعة السياحة الداخلية، وكذلك الإمكانات الاقتصادية الأخرى، خصوصًا في مجال التعدين.

لذلك أقول بمنتهى الثقة: إن وجود فريق يمثل المنطقة في دوري روشن، الذي يحظى بمتابعة إعلامية مكثفة، هو فرصة لا تقدر بثمن، لأنها تضع نجران بأكملها في دائرة الضوء، وتجعل اسمها على كل لسان، وهذه الفرصة لا يجب أن تضيع دون أن نحقق منها الاستفادة الكاملة، فالرياضة أصبحت أبرز أدوات الدبلوماسية الشعبية.التهنئة أكررها لجميع أهالي منطقة نجران، ولمجلس إدارة نادي الأخدود على هذا الإنجاز التاريخي الذي أسعدنا جميعًا، آملاً استمرار الجهود، فالمهمة بدأت ولم تنته، بل إن الفترة المقبلة تتطلب مضاعفة الجهود، لأن البقاء على القمة أكثر صعوبة من الوصول إليها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store