Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

رئاسة سعودية شابة.. لقمة العرب

A A
كان الأمير محمد بن سلمان واضحاً وصريحاً في خطابه الافتتاحي رئيساً للقمة العربية الناجحة الأخيرة، التي عُقدت في جدة، قائلاً: (إن السعودية لن تسمح بأن تتحول المنطقة العربية ميداناً للصراعات). وكان بذلك ينقل مشاعر ورغبات لا الشباب السعودي فحسب، بل الشباب في كل العالم العربي، الذي يمثلهم هذا القائد الشاب. حيث يتولى رئاسة القمة العربية زعيم عربي شاب يُواجه تحديات كبيرة في بلاده لتنميتها وتحديثها، وجعلها في مصاف الدول المتقدمة في العالم. ولا شك أن الطموح ونجاح المشاريع والخطوات التي عُرِفت عن محمد بن سلمان سيكون لها تأثير على مستقبل العرب بشكلٍ عام، وهو على رأس هذا الهرم، طالما أن القادة العرب سيتجاوبون مع طموحات الشباب العرب التي سيُعبِّر عنها الأمير المحبوب، محمد بن سلمان، خلال رئاسته للعرب هذا العام.

التحدي الاقتصادي سيكون الهدف الأول، كما هو المتوقع، للقائد الذي تميَّز بإصلاحات اقتصادية عديدة في بلاده، خلال وقت قصير، وللحديث عن هذا التحدي على مستوى العالم العربي، فإنه من المأمول أن ينصت ويتجاوب الجهاز الإداري العربي لما عليه فعله لتحقيق هدف النمو الاقتصادي. بما في ذلك الاستقرار المطلوب لتحقيق ذلك. إذ إن انعدام الاستقرار في البيئة العربية لن يمكن الإصلاح من تحقيق أهدافه. وكانت خطوة دعوة الرئيس السوري لحضور القمة بداية جيدة وجريئة لتخطي المواقف السلبية التي استمرت لسنوات عديدة. في ما يتعلق بسوريا، وعدم الامتثال للشكوى الأمريكية من التعامل مع سوريا. فخلال السنين الماضية كان الأمريكيون يتعاملون مع القضية السورية وكأنها حكراً خاصاً بهم، ولم يحققوا أي نجاح أو إنجاز لتحقيق الأمن للمواطن السوري. وتباهى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بأنه تخلى عن حماية الشعب السوري الذي كان يتشدق قبل ذلك بأنه وبلاده يسعون لحمايته، ليترك روسيا تدخل الأراضي السورية بقواتها البرية والبحرية والجوية في لعبة سياسية دولية قذرة، قائلاً: إنه يشجع الكرملين للغرق في (الوحل) السوري، الذي قامت أجهزة المخابرات الأمريكية بزرع المزيد من القذارة السياسية فيه بما سُمِّي بحركة (داعش). وكانت خطوة دعوة الرئيس السوري لتأخذ بلده مكانها المعتاد في القمة العربية خطوة حكيمة ناجحة. وبالإضافة إلى ذلك كان استقبال الرئيس الأوكراني ليلقي كلمة أمام القادة العرب، كمحفل دولي هام انعقد في جدة، يُعبِّر عبرها عن وجهة نظره في الحرب القائمة بأراضي بلده. خطوة حكيمة أخرى تُعبِّر عن أن العرب والسعودية خاصةً لا يقبلون باجتياح أي جيش أجنبي لأراضي جاره، مهما كانت الأسباب وبصرف النظر عن موقفنا من أوكرانيا أو أوروبا أو أمريكا أو روسيا في ما يتعلق بهذه القضية.

ولاشك أن القضايا العربية التي سيشرف القائد الشاب، الأمير محمد بن سلمان، رئيس القمة العربية، على دراستها، والسعي لحلها، كثيرة، تشمل الأوضاع الليبية والسودانية وغيرها. إلا أن الهم الأكبر - كما يتوقع كاتب هذا المقال - سيُركِّز على النمو الاقتصادي بالتعاون فيما بين الدول العربية، والسعي لدعم القوة الاقتصادية العربية بشكل يمكنها تحقيق نمو داخلي في كل بلد عربي يمتلك المؤهلات اللازمة لتحقيق النمو المستهدف. وسيكون مطلوباً الخروج من المربعات السابقة للحلول الاقتصادية العربية والاستفادة من عقول وخبرات الشباب الذين يمثلهم رئيس القمة العربية.

العمل العربي المشترك يدخل مرحلة جديدة بالدم الشاب الطموح الذي يقف على قمته، وقد يكون هناك أفكار قديمة لازالت تهيمن على بعض العقول في الجامعة العربية، أو رغبات ذاتية لتحقيق (الأنا)، وليس الرخاء للوطن العربي، ولن يكون العمل لتذليل هذه المعوقات سهلاً. ولكن من المتوقع أن ينطلق العمل العربي المشترك في وقت مناسب لإحداث تحول في الوضع الجيوسياسي للشرق الأوسط، والذي يؤثر عليه وفيه القائد السعودي الشاب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store