Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
صالح عبدالله المسلّم

السعودية.. ودبلوماسية الاحتواء

A A
تحركات «شرقية» و«غربية»؛ تجريها الدبلوماسية «السعودية»، لحل الخلافات وصدع الفجوات، والتقارب في غالبية التطلعات والأماني، لتكون منطقة آمنة مُستقرة، والانطلاق بها إلى «الإنتاج» والعمل والتنمية، لتكون منطقة تتنافس مع بقية مناطق العالم في النمو والازدهار.

ويأتي الاتفاق التاريخي بين السعودية وإيران المتضمن عودة العلاقات الدبلوماسية بينهما -برعاية الصين- في توقيت حساس ودقيق للغاية، تشهده الساحتان الإقليمية والدولية.

وبحسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الإيرانية «رصانة»، يأتي الاتفاق في ظل توجهات سعودية نحو مرحلة أكثر ديناميكية وانفتاحًا تجاه مجريات الشؤون الإقليمية والعالمية، بحكم المقدّرات والإمكانات السعودية المتعددة ضمن رؤية سعودية طموحة (رؤية 2030)؛ لتحويل المملكة إلى فاعل إقليمي مؤثر في الشرق الأوسط، بل ونقلها إلى مصاف الدول المؤثرة عالميًا، وتعزيز مصالحها إقليميًّا وعالميًّا.

وتتوجه «السعودية» نحو سياسة «تصفير المشاكل»، لإنهاء التوترات الإقليمية القائمة، وتعزيز المصالح والمكاسب الإستراتيجية، لا سيما مع ظهور توجه عام لدى العديد من الدول في الشرق الأوسط إلى تبني وتعزيز سياسة «صفر مشاكل»، لتحقيق مصالحها الإستراتيجية.

ومن هذا المنطلق، ومن خلال هذه التحركات، التقى وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية إيران، على هامش الاجتماع الوزاري لأصدقاء مجموعة «بريكس» بمدينة كيب تاون في جمهورية جنوب إفريقيا، لتعزيز الاتفاق الذي تم في السابق.

وتشير الاتفاقية إلى استفادة الجانب الإيراني من تجربة الماضي وسنوات القطيعة السبع، وتداعياتها السلبية المتعارف عليها على الداخل الإيراني، حيث يأتي الاتفاق في توقيت حساس للغاية بالنسبة لإيران من الناحية الاقتصادية، على المستوى الشعبي والحكومي على حدٍّ سواء، نظرًا لاجتماع عدة مؤثرات خارجية وداخلية فاقمت الوضع الاقتصادي الإيراني، بداية من إعادة فرض العقوبات الأمريكية منذ عام 2018، وتداعيات كورونا في 2020، والحرب الروسية - الأوكرانية في 2022.

إذاً نحن نعيش «فورة» من الاتصالات واللقاءات تجريها الدبلوماسية السعودية (كقوة لاعبة)، وكدولة لها وزنها وثقلها السياسي والاقتصادي، استطاعت خلال سنوات أن يكون لها مكانها القوي والمُؤثر في توازن القوى العالمية، وتحظى باحترام الدول والمنظمات العالمية، وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية لخلق أجواء مريحة، لتكون المنطقة «منتجة»، وليست «مستهلكة»، وهذان لا يأتيان إلا «بالاستقرار» ونبذ العنف والخلافات، والالتفات إلى ما هو أهم، وهذا ما تسعى إليه المملكة في تحركاتها.. وستكون الأيام القادمة «حُبلى» بالمخرجات الإيجابية، لكافة الأطراف وللمنطقة برمتها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store