Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

ومن الخبز ما يقتل..!!

A A
تعجّ وسائل التواصل بمقاطع لمختصّين في التغذية، ممّن يوصون بالامتناع التام عن تناول الخبز بكافّة أنواعه، خصوصاً خبز القمح الذي هو سيّد أنواع الخبز بلا جدال، من ناحية توفّره بكثرة، ولذّة طعمه، ومعقولية سعره، إذا ما أرادوا تفاقم الإصابة بمرض السكّر ذي النوع الثاني إن هم أُصيبوا به من قبل، أو الوقاية من الإصابة به.

ويُبرّر المختصّون ذلك بأنّ القمح قد تلاعب به زُرّاعه جينياً في البلاد المُصدّرة له، بغرض زيادة كميات إنتاجه والتربّح منه، وأنّ استبداله بالعدس أو الحمّص أو اللوز أو الخيار أو الخس هو الأسلم، بل وذهب بعضهم أنّ الشعير والدخن هما في مرتبة القمح خطراً، يعني: ومن كلّ أنواع الخبز ما يقتل.

ويخبرني بعض من جرّبوا واستبدلوا الخبز باللوز والخيار والخسّ، أنّهم وجدوا راحةً ونشاطاً أكثر في أجسامهم، وانخفض السكّر لديهم من نسبة مرحلة الإصابة أو ما قبل الإصابة بمرضه إلى النسبة الطبيعية، وكلّ ذلك خلال ثلاثة أيّام على الأكثر، وانخفض مع السكّر كذلك ضغط الدم المرتفع، ويا له من تحسّن صحّي لافت، الأمر الذي يُشير إلى صحّة ما يقوله مختصّو التغذية.

أمّا جُلّ الأطبّاء فما زالوا مُنْكِرين لهذه الحقيقة الغذائية، فيغْرفون للنّاس من وصفات مُنظِّمات ومُخفِّضات السكّر الكيماوية غرْفاً كثيراً، وقد يزيدون جرعاتها مع مرور الزمن دون أيّ تحسّن جذري في صحّة النّاس، فضلاً عن ضعف وقايتهم من مضاعفات السكّر الخطيرة، وكأنّ الأطبّاء يخشون شفاء النّاس فتكسد أعمالهم لقلّة المراجعين إذا ما تحسّنت الصحّة بالامتناع عن تناول الخبز الملعوب فيه جينياً.

ودعْكُم من الأطبّاء، فماذا عن وزارة الصحّة؟ ألا تُوعّي النّاس بحقيقة الأمر مهما كانت؟ لا سيّما وأنّ نسبة كبيرة من ميزانيتها تُنفَقُ على علاج مرضى السكّر الذين هم من الأكثر عدداً على مستوى العالم مقارنةً بإجمالي السُكّان؟.

وماذا عن زراعة القمح السليم في بلادنا؟ لماذا لا تكون لنا كلمة عُليا ورائدة فيها؟ خاصّة مع تكاثر الأمطار ومشروعات مياه البحر المُحلّاة؟ فنزرعه خالياً ممّا يُغيّره جينياً فيأكله النّاس ولا يضرّهم؟ أنا أذكر تصريح جامعة الملك عبدالله (كاوست) في ثُول قبل سنوات بأنّها بصدد إجراء أبحاث تخصّ زراعة القمح باستخدام مياه البحر غير المعالجة، فكيف الحال يا جامعتنا العزيزة؟ أين الأبحاث التي تشفي الغليل؟ إنّ النّاس يأكلون سمك ثُول مع خبز القمح المُغيّر جينياً، ويتمنّون أكله نافعاً كما خلقه الله وليس ضاراً كما غيّره البشر.

القمح صار مشكلة وحتّى الآن هي بلا حلّ.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store