Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

فن الرد الذكي - ٢

A A
في المقال السابق حول فن الرد الذكي، تحدثنا حول فنون الرد بشكل عام، واليوم نستكمل بعض الفنون التي من شأنها المساعدة للوصول إلى الرد الذكي بشكلٍ متميز، بخطوات بسيطة، تعتمد على آليات سلوكية يجب اتباعها لمن يرغب أن يتقن هذا النوع من الفنون البشرية.

قبل أن تتوجه بالرد على الشخص المحاور لك، أو من يقوم بتوجيه الانتقاد إليك، عليك اتباع خطوات عدة كي يكون الرد مناسباً أكثر، ومنها:

- الاستماع الجيد: وهو قبل القيام بأي تصرُّف أو الرد بأي كلام؛ عليك التركيز كثيراً في كلام محدِّثك، وعليك تركه يقول كل ما يريد وعدم مقاطعته أبداً، لأنَّ ذلك يُشعِر الشخص الذي يحدِّثك باهتمامك في حديثه، والهدف من ذلك هو أن يكون على نفس القدر من الاهتمام عندما يأتي دورك في التحدث.

- التمهُّل: إن كنت تريد قول أشياء لا تندم عليها فيما بعد؛ عليك أن تتمهل قدر الإمكان، وذلك لأنَّ الاندفاع في الحديث والرد على الآخرين قد يعطي انطباعاً بأنَّك تهاجم الطرف الآخر، فيصبح كلامك غير مقنع بالنسبة إليه.

- الابتعاد عن العناد: قد يلجأ بعض الناس إلى العناد والثبات على الرأي، على الرغم من عدم امتلاك المعلومات الكافية التي تثبت صحة رأيه، وهذا الأمر خاطئ لأنَّه يضعف موقفك في الحديث، والأفضل في مثل هذه الحالة التوقف عن النقاش، أو الانتظار حتى امتلاك الحقائق التي تدعم موقفك، ثم معاودة التحدث والنقاش لاحقاً.

- التثقيف: للثقافة اللغوية دور كبير في جعلك متحدثاً جيداً، إذ إنَّ الثقافة اللغوية تساعد الإنسان على انتقاء الكلمات المناسبة لكل موقف ولكل موضوع يتم طرحه، ومن ثمَّ لن يخونه التعبير في أثناء الحديث، ولن يندم فيما بعد لعدم قدرته على إيصال الفكرة بالشكل الصحيح أو الشكل الذي يقصده.

- الهدوء العصبي: غالباً ما يغضب الإنسان عند سماعه انتقاداً من أحدهم، أو عند سماع آراء تخالف رأيه، فيدفعه الغضب إلى الرد بطريقة غير حكيمة، حتى إنَّه بعد مدة قصيرة يتمنى لو أنَّه قام بالرد بطريقة أخرى، أو أنَّه يتذكر الرد المناسب، ومن ثمَّ فإنَّ رباطة الجأش هي ما تساعد الإنسان على الرد الحكيم، حتى في أكثر المواقف استفزازاً، وهذا الأمر يحتاج إلى تدريب مستمر لمعرفة كيفية المحافظة على الهدوء العصبي.

- عدم الوقوف في خانة المدافع: عندما تقف في خانة المدافع أمام الشخص المسيء في كلامه سيشعر بالقوة، وسوف يزيد من استفزازه لك مرة بعد مرة.

- الثقة بالنفس: من الصعب أن يشعر الطرف المحاور لك بثقتك في موقف تتعرض له؛ إن لم تكن شخصاً واثقاً من نفسه في الحياة العادية، ومن ثمَّ عليك تعزيز ثقتك بنفسك أولاً.

- عدم أخذ الكلام الذي تسمعه على الناحية الشخصية: فكل ما عليك فعله في هذه الحالة هو التجاهل من خلال عَدِّ كلامه مجرد عبارات لا تعنيك أبداً، ولست المقصود بها.

- التواضع: وهو من الصفات الحميدة التي تجعل الآخرين سعيدين في التعامل معك، ومسرورين من التحدث إليك، ويشعرون بأهمية كلامك وأفكارك التي طرحتها، فمن الضروري ألا تنسَ أنَّ أي نقاش يدخل به المرء يضيف إليه شيئاً، ويزيد من ثقافته في حال كان الحوار بنَّاءً طبعاً. من خلال ما ذكر، فإنَّ تعلُّم فنون الرد على الآخرين ليس بالأمر المستحيل، إنَّما يحتاج من الإنسان إعطاء بعض الوقت يومياً للتدرب على ذلك، ريثما يصبح الأمر بسيطاً وتلقائياً بالنسبة إليه، ويصبح قادراً على تحديد فن الرد الذي يمكن اتباعه بحسب الموقف الذي تعرَّض له.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store