Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

أسوأ خمسة أيام في التاريخ!

A A
تاريخ البشرية مليء بالأيام ذات الأحداث المأساوية؛ التي راح ضحيتها ملايين البشر نتيجة كوارث طبيعية من زلازل وبراكين ومجاعات، مثل مجاعة البنغال التي راح ضحيتها 10 ملايين إنسان، وفيضان الصين 1931.. لكنها تظل كوارث طبيعية، يتقبلها البشر -على اختلاف عقائدهم- كنوع من القضاء والقدر.. ولكن المؤلم وما لا يتقبله أحد؛ هو تلك الأيام التي تميزت بكوارث تسبب بها البشر أنفسهم، وألحقت أضرارًا هائلة بالإنسانية، في هذا المقال، سنتناول أسوأ (5) أيام في تاريخ البشرية، جاءت بسبب أخطاء بشرية.

١- الثلاثاء 28 يوليو 1914:

في هذا اليوم انطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى؛ بعد قيام البوسني الصربي (غافريلو برينسيب) باغتيال ولي عهد النمسا في سراييفو، وهو الحدث الذي أطلق -بمساعدة حماقات بعض السياسيين- شرارة الحرب العالمية الأولى، والثانية فيما بعد، واللتين أدتا إلى مقتل حوالى 100 مليون إنسان، وإصابة الملايين الآخرين بالجروح والأمراض، وتدمير الكثير من البنى التحتية والمدن، كما تركت آثارًا سلبية على الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، لا زالت بعضها حاضرة إلى اليوم!.

٢- الجمعة 15 يوليو 1099:

في هذا اليوم استطاعت الحملة الصليبية الأولى بقيادة (جودفري) دخول القدس؛ بعد حصار دام أكثر من شهر، ليعيثوا في القدس قتلاً وحرقاً بلا تمييز ولا رحمة، وليسجلوا أبشع جريمة عرفها تاريخ المدينة المقدسة (مذبحة القدس)، استمرت المذابح يومين، ويذهب المؤرخون إلى أنه لم يبق أحد من السكان المسلمين واليهود إلا وذبح أو بيع في أسواق النخاسة، إجمالي ضحايا القدس وحدها تعدى السبعين ألفاً، وارتكبت القوات الصليبية مجازر وحشية أخرى، منها مجزرة معرّة النعمان التي جاوز قتلاها 20 ألفاً، ويذكر المؤرخون أن الصليبيين أكلوا فيها جثث القتلى المسلمين، وشووا أطفال المعرّة الصغار على النار!.

٣- الاثنين 6 أغسطس 1945:

في هذا اليوم ألقت الولايات المتحدة الأمريكية قنبلة نووية على هيروشيما اليابانية، مما أودى بحياة حوالى 140,000 إنسان، وتدمير المدينة بالكامل، الولد الصغير (Little Boy) كان هو الاسم الرمزي لتلك القنبلة، وبعد ثلاثة أيام تم إلقاء القنبلة الثانية «الرجل البدين» (Fat Man) على ناجازاكي، لتكتمل أكبر جرائم الحرب العالمية الثانية ضد الإنسانية.

٤- الأحد 17 أغسطس 1958:

وفي هذا اليوم أعلن الزعيم الصيني الأشهر (ماوتسي تونغ) انطلاق ما سُمِّي آنذاك (سياسة الوثبة الكبرى للأمام)، الرامية إلى زيادة القدرات الاقتصادية للصين.. وكان شعارها: «ثلاثة أعوام من الكدّ تساوي عشرة آلاف عام من السعادة»!. إلا أن محاولة تسريع التقدم الاقتصادي من خلال العمل القسري وبالإكراه؛ تحولت إلى كارثة حقيقية، حيث أسفرت عن مجاعة أهلكت ما لا يقل عن عشرين مليون صيني بالجوع، كإحدى أكبر الفواجع الاجتماعية في التاريخ، وتؤكد تقارير وروايات شفوية، وبعض الوثائق الرسمية، شيوع ممارسة أكل الحشرات وأوراق الشجر، بل ولحوم البشر خلال فترة المجاعة.

٥- السبت 26 إبريل 1986:

هو اليوم الذي وقع فيه الحادث النووي الأسوأ في التاريخ، عندما انفجر مفاعل (تشيرنوبيل) في الاتحاد السوفياتي (أوكرانيا)، وتسبب خطأ بشري في تسرب كميات هائلة من الإشعاع، مما أدى إلى مقتل قرابة 93 ألف إنسان، وإصابة حوالى 350,000 بأمراض مرتبطة بالإشعاع، واستمر التأثير الإشعاعي للحادث لعدة عقود، وحتى اليوم لا يزال يؤثر على البيئة والصحة العامة في المنطقة المحيطة بموقع الحادث.

اخترت هذه الأيام الخمسة كأكثر أيام التاريخ سوءًا وقتامة، ليس لأنها حصدت ملايين الأرواح البريئة والخسائر المادية وحسب، بل ولأنه كان من الممكن تجنبها وتفادي نتائجها الكارثية، وتظل هذه الأيام السوداء درسًا قائمًا على حماقات الإنسان وأطماعه، وعلى أهمية التعقل والحفاظ على السلم والأمن، لمنع تكرار هذه الأيام السوداء وأحداثها المأساوية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store