Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

تناقص المواشي.. وتنمية الزراعة!

A A
فيما مضى كانت الزراعة ومشتقاتها من حبوب وأعلاف وخضروات وفواكه بأنواعها في بلادنا؛ هي الداعم الأول -بعد الله- والمصدر الرئيس في قوت الفرد والجماعة، ويواكب تعزيز تنمية مسيرة ذلك؛ المواشي بأنواعها، والتي تتوفر من خلالها الألبان والسمن والأجبان واللحوم بأنواعها، وكنا نكتفي ذاتياً من ذلك، بل ونصدّر أحياناً الفائض منها لدول الجوار، وخاصة التمور وبعض الفواكه.

ومع النهضة المباركة التي عمت أرجاء البلاد، والتنوع في مصادر التجارة، باستيراد العديد من المواد الغذائية، ومنها الحبوب والفواكه والخضروات من دولٍ عديدة، بدأ التنافس بين المنتوج المحلي والخارجي مما أثَّر سلباً على المنتوج المحلي، وخاصة الحبوب والأعلاف والفواكه ومشتقاتها، إضافة إلى أسباب أخرى واكبت ذلك، منها على سبيل المثال لا الحصر:

- هجرة الأهالي من القرى للمدن، ولها أسبابها المعروفة.

- قلة الأمطار ونضوب مياه الآبار والعيون والسدود الجوفية.

- توقف معظم المزارعين عن مزاولة الزراعة، وتربية الماشية تبعاً لذلك. وأذكر أنني أشرت سابقًا إلى ضرورة الاهتمام بالزراعة، والمزيد من استصلاح الأراضي البور الصالحة للزراعة وسقياها من مياه البحار المحلاة، والمتوفرة ببلادنا الشاسعة الواسعة بمساحات كبيرة، وحفر الآبار وإقامة السدود الداعمة لتغذيتها، وتشجيع المزارعين مالياً، وتزويدهم بالمعدات والآلات التي تمكنهم من الاستمرار في الزراعة دون توقف، وحماية منتوجاتهم؛ من مزاحمة المنتوجات المستوردة تشجيعاً لهم، ومعالجة أسباب الهجرة من القرى للمدن بالطرق المناسبة.

والدولة لم تقصر -أيدها الله- ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، فقد بذلت في هذا السبيل جهوداً إذا ذُكرت شُكرت، لكننا ما زلنا نطمع في المزيد. ومما يؤكد أهمية الموضوع والاهتمام بمعالجة أسبابه، ما أشار إليه الزميل الكاتب والباحث الأستاذ حماد السالمي في إحدى شذراته عبر موقعه في تويتر، حيث قال (أراضينا بحمد الله مخضرة، وهناك وفرة في المراعي، ولكن الإبل والمواشي تتناقص ومنتجاتها تقل في الأسواق، ما السر في ذلك؟، ومتى ننمي هذه الثروة العظيمة).. وقد تابعه أحد تجار الأغنام بقوله: (قبل كم سنة كان عندي أكثر من 1000 رأس حمرية بمزرعتنا، واليوم وصل العدد إلى أقل من 400 رأس، وعدَّد الأسباب، منها: الارتفاع في أقيام الأعلاف والشعير، وأسباب أخرى، ورغم محاولتهم التغلب عليها، ولكن الارتفاعات صاحبت كل شيء، وأنه يُفكِّر في التخلص من المتبقي منها).

* خاتمة:

كلنا يدرك أهمية الزراعة ودورها في حياة الشعوب، وكذا تربية المواشي، لأنها متممة لمسيرة الزراعة؛ من حيث الضرورة والحاجة.. والدولة -أيدها الله- ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة، بذلت وتبذل في هذا السبيل جهوداً وإنجازات لا تتوقف، وخاصة مع تفاقم الأحداث الأخيرة التي كانت سبباً في زيادة أسعار الحبوب والأعلاف، وما في حكمها، بدرجة ملفتة للنظر، وتعمل جاهدة على معالجة هذه الأزمة، واستقرار الأمور، إضافةً إلى اهتمامها بدعم الزراعة ومشتقاتها، وتوفير المستهدفات التي تواجه بها كل طارئ يطرأ في هذا المجال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store