Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

بريطاني.. ومناصب (مدير مشروع)!

A A
لو صوّر مواطن سعودي نفسه بالفيديو في حديقة الهايد بارك اللندنية في بريطانيا؛ وهو يُعلِن عن توفّر مناصب شاغرة هي (مدير مشروع) لمشروعات بريطانية في بريطانيا، ومُخصّصة فقط للمواطنين السعوديين، وبراتب شهري مقداره ٥٥ ألف ريال سعودي، لما رضي بذلك مواطن بريطاني واحد، سواءً كان مسؤول موارد بشرية، أو حتّى عامل نظافة بسيطاً في أحد شوارع لندن!. وهذه الحالة من عدم الرضا هي حالة مؤكّدة بلا أدنى ريب فيما لو حصلت على أرض الواقع، وكلّ الذي أتمنّاه هو أن يكون هناك تأكيد مُماثل لحالة عدم الرضا بعد مقطع الفيديو الذي نشرته صحيفة المرصد السعودية مؤخراً لمواطن بريطاني؛ وهو يُصوّر نفسه ويُعلِن نفس الإعلان (الخيالي) الذي أعلنه المواطن السعودي، ولكنّه إعلاناً حقيقياً يخصّ بعض مشروعات محافظة العلا، وقد طلب هذا البريطاني أن يتواصل معه الراغبون الذين هم في الغالب من بني جلدته؛ وسيظفرون بهذه المناصب الكبيرة دون المواطنين السعوديين!.

ولا أعلم متى تنتهي مثل هذه الكوابيس التوظيفية التي تنتابنا في اليقظة كما في الأحلام؟، وعندما أقول (كوابيس)، فإنّي أعني الظاهرة المستمرّة بعدم إتاحة الفرصة للمواطنين السعوديين بتبوّؤ مناصب إدارية عُليا في مشروعات القطاع الخاص داخل بلدهم رغم جدارتهم العلمية والعملية؟، ورغم أنّهم الأحقّ بها عُرْفاً وأخلاقاً؟، فهم أبناء البلد وأحبّاؤه وفلذاته، وهم الأكثر إخلاصاً وتفانٍ وتضحية.

ولا أعلم بالمثل متى ينتهي حصر قرارات التوظيف بأيدي المُديرين غير السعوديين الذين يميلون بفطرتهم لبني جلدتهم؟، ويُفترض حصول العكس، فتتوطّن الوظائف الكبيرة قبل المتوسّطة والصغيرة، وتتوطّن كذلك صلاحيات التوظيف، فتُجعل في راحة أيدي مديرين سعوديين منحازين لمواطنيهم دون تفرقة، لا سيّما وأنّ البديل السعودي الوطني موجود، ويحتاج للتفضيل والتشجيع، ومنحه الثقة اللازمة كي يُبدع في مجال الإدارة وما بين يديها وما خلفها، ولو كُنْتُ مسؤول موارد بشرية لبدأتُ بهذا البريطاني المُعلِن، واستبدلته على الفور وقبل غيره بمواطن سعودي في وظيفته الكبيرة، وصولاً لتحقيق حلم التوطين السهل والممتنع.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store