Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

قبل وفاة الأندية الأدبية!

A A
تسير أنديتنا الأدبية على خُطى صحفنا الورقية في الوقوف على هاوية السقوط المُريع بعد الوصول إلى قمّة المجد التليد!.

يبدو أنّ الأندية تحتضر، وهي الآن تستلقي على ظهرها في غرفة العناية الفائقة بحثاً عن علاج ما يُنقذها من الوفاة المُبكّرة، وأطبّاؤها من الأدباء لا يستطيعون لها صرفاً ولا نصراً!.

وهي تفتقر كثيراً إلى الدعم المالي الذي يُمكّنها من الوقوف مرّة أخرى على قدميها، فتُمارس نشاطها الذي تعوّدت وعوّدت المهتمّين بالأدب عليه، منذ تأسيسها في عهد الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز -يرحمه الله- عندما كانت الرئاسة هي الجهة المعنية بالأدب قبل تحويلها لهيئة الرياضة ثمّ وزارة الرياضة، وتحويل الحقيبة الثقافية إلى وزارة الثقافة المُنشأة حديثاً، وأصبحت الأندية شبه عاجزة عن طباعة كتاب واحد وتسويقه إلّا بعد جُهْد جهيد!.

والأندية الأدبية تُلام كما تُلام الصحف الورقية من ناحية عدم استشرافها للمستقبل وتحولاته الجذرية والكبيرة، واعتمادها الكامل على الدعم الحكومي الذي يصعب استمراره في ظلّ هذه التحوّلات الحالية، فما العمل إذن؟.

طالما نأت وزارة الثقافة بنفسها عن تبنّي الأندية الأدبية بما يسدّ ويكفي حاجاتها، فهل من الممكن إعادة الأندية الأدبية لمظلّة الأندية الرياضية مثلما كانت في السابق؟ هل تذكرون؟ لقد كان كلّ نادٍ رياضي يكتب على واجهة مقرّه هذه العبارة بعد اسمه (رياضي - ثقافي - اجتماعي)، واستغلال جزء من المال الجمّ المُخصّص للاستثمار الرياضي في خصخصة وإنقاذ ودعم الأندية الأدبية، ولعلّها فرصة لتطوير الرياضة والأدب معاً، وتجميل الرياضة بالأدب، وتقوية الأدب بالرياضة، فهما، أي الأدب والرياضة توأم سيامي لا ينفصلان ولو بعملية جراحية، فأحدهما للروح والآخر للجسد، وعودة الأندية الأدبية للأندية الرياضية عودة حميدة قد يكون فيها خير كثير، وهذا هو الحلّ المنظور قبل الإعلان الرسمي لوفاة الأندية الأدبية، حتّى بدون إقامة سُرادق للتعزية وجبر الخواطر.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store