قبل ٢٠ عامًا كان هناك حلم ورؤية بعيدة المدى لأبناء القصيم بأن يكون لديهم مركز علمي يضاهي المراكز العلمية العالمية ولم يكن هناك مستحيل أمام همة العظماء من الرجال ولم تكن قلة الموارد المالية أو عدم توفر الخبرات العلمية عائقًا طالما الهدف واضح جلي؛ فالوطن يستحق أن نبذل فكرنا وعقولنا وشبابنا من أجل أن نصل إلى ما تصبو له عزيمتنا القوية بروح تواقة للمعالي.
تابعت تغريدة للأستاذ القدير حمد القاضي ينقل فيها لمتابعيه مقطعًا من لقاء تلفزيوني مع المشرف العام أمين مجلس أمناء مركز القصيم العلمي الأستاذ أحمد الشبل وكانت فكرة مقالي هذا الأسبوع، والذي تحدث قائلاً: (إنه فكر مع مجموعة من الزملاء بأن يكون لدينا مثل القبة العلمية ثم تطورت الفكرة ليصبح مشروعًا يكون كيانًا حاضنًا للعلوم والتقنية)، البدايات دومًا صعبة ولكن بالعزيمة والإرادة تكون النتائج مبهرة وخلاقة.
في عام ١٤٢٠ كان معهم مئة ألف ريال فقط ومواد عينية بسيطة ومحدودة جدًا والآن وصلت ميزانية المركز 150 مليوناً، تم تجاوز قلة الموارد المالية بالشراكة المجتمعية الفريدة من نوعها من قبل رجال الأعمال في القصيم وبدعم حكومي.. أما التحديات العلمية وقلة الخبرة تم التغلب عليها من خلال زيارة أكثر من 55 مركزًا علميًا عالميًا في أمريكا وشرق آسيا وجنوب أفريقيا وأمريكا الجنوبية من أجل الاطلاع على تجارب الآخرين في هذا المجال وليكون اليوم مركز القصيم في عنيزة أحد المشاريع الرائدة التي تهدف إلى المساهمة في تحسين البيئة التعليمية وتطوير أساليب التعليم والتعلم تحقيقًا لرؤية المملكة 2030 لتسهم في إعداد جيل علمي قادر على التنافسية العالمية في الاقتصاد المعرفي والصناعي ويعد اليوم أحد أهم المراكز العلمية النموذجية في الشرق الأوسط.
إنه مركز يضم في أروقته كل معاني الجاذبية العلمية والتحفيز على المعرفة والبحث، مركز يخاطب عقول المستقبل عبر أجنحته التي خصصت لتقنية النانو والذكاء الاصطناعي وأسرار الفلك وعلوم الفضاء وعالم التقنية من أجل جيل شغوف بالعلوم والتقنية ولتكون رحلة التعلم ممتعة ومثيرة للتفكير ومحفزة للإبداع والابتكار وللتعامل مع أحدث ما وصل إليه العلم في القرن21.
في المركز واحة عبدالله حمد الزامل والتي من خلالها تتحقق معايير الشراكة المجتمعية الرائدة برؤية عصرية فريدة من خلال توظيف التعليم بالترفيه، وتتميز الواحة بتصميمها التفاعلي المدهش وتتكون من ثماني قاعات تفاعلية متنوعة في علوم الأرض والكون والعلوم الحيوية والتطبيقات الفيزيائية والنفط والطاقة والتقنية والاتصالات والاختراعات الإسلامية وقاعة متخصصة للطفل وقاعة للاستكشاف والذكاء الاصطناعي.
اما أكاديمية محمد الشبيل في المركز العلمي فتهدف إلى إعداد جيل قادر على الفهم والتحليل والابتكار حيث تم إعداد 52 حقيبة تعليمية بمنهجية STEM والتي تقوم على التكامل بين العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات وربطها بواقع الحياة وسوق العمل.
في هذه الإجازة الصيفية دعوة للآباء والأمهات لزيارة منطقة القصيم والتعرف عن قرب على معالم هذه المنطقة وأهلها الكرام واستمتعوا مع أبنائكم وبناتكم بزيارة هذا المركز العلمي ومع التزود بالعلم والمعرفة تأملوا جمال وروعة المكان وهمة إنسان في قصة بناء هذا المعلم الحضاري والعلمي الوطني فالهمم العالية هي التي تصنع الحضارات البشرية وتتخطى كل قوانين المستحيل فلا يمكن أن يقف أمام طموح الإنسان إلا الضعف والخذلان، ولكن هنا في وطني لا أرى إلا الجمال والقوة والطموح والإرادة والعزيمة والبحث عن مزيد من الإنجازات لنترك بصمة وعلامة فارقة في تاريخ البشرية.
سيبقى لكل منطقة من مناطق المملكة قصة نجاحات تروى بمداد الفخر وهذه منطقة القصيم تعد أنموذجاً في التميز الثقافي والعلمي والاقتصادي والزراعي والإرث الحضاري والإنساني تمثل جوهرة ثمينة في عقد فريد يضم جميع مناطق المملكة ولكل جوهرة فيه حكاية مع الزمان ومع التاريخ.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
