Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. سعود كاتب

ماذا بعد تفوق الطالبات على الطلاب؟

A A
مررت صدفة على مقال لي كتبته في سبتمبر 2012 في مجلة سيدتي بعنوان: «ما سر تفوق الطالبات على الطلاب في المملكة؟»، وإضافة لكوني لم أجد حتى اليوم إجابة شافية على ذلك السؤال، إلا أن قراءتي للمقال بعد 10 سنوات من نشره، جعلتني من ناحية أحمد الله كثيراً، كما أنه من ناحية أخرى لفتت نظري لسؤال آخر «تعجيزي» كنتُ طرحته في نهاية ذلك المقال، دون أن أتخيل حينها أن السنوات القليلة جداً التي تلت نشر المقال ستحمل معها تغييرات وإجابات مذهلة عن المرأة السعودية عموماً، تجعل ذلك المقال بكافة تساؤلاته مجرد جزء من الماضي يدعو للدهشة والتأمل.

ومما قلته في ذلك المقال ويوضح الصورة ما يلي:

(لن آتي بجديد حين أقول إن الطالبات أكثر تفوقاً من الطلاب حين يتعلق الأمر بالدراسة في مراحل التعليم العام ولحد ما في التعليم الجامعي. السؤال هو: ما سبب ذلك التفوق الملحوظ، وهل هو ظاهرة موجودة في السعودية فقط نتيجة للظروف الخاصة للمرأة بها، أم أن التفوق الدراسي النسائي هو ظاهرة عربية أو حتى عالمية؟، هذا التفوق لاحظته شخصياً منذ سنوات طويلة، لكني لم ألمسه فعلياَ إلا بعد أن مارست العمل الأكاديمي، وأتيح لي تدريس الطلاب والطالبات في نفس الوقت، فكان الفرق جلياً ليس فقط في درجات الاختبارات، ولكن في المواظبة على الحضور والالتزام بتسليم التكاليف في الموعد، وجودة البحوث المقدمة، بل وأيضاً - بشكل مفاجئ- في مهارات العرض والإلقاء. وأذكر أني أثرت هذا الأمر مع طلابي الذكور وسألتهم عنه، وكان هناك اتفاق بينهم على أنه حقيقة، لكن السبب الوحيد الذي برروه به هو أن «الفتيات في السعودية فاضيات، يقضين طوال يومهن في البيت، وبالتالي ليس لديهن شيء يفعلنه سوى الدراسة». حسناً، قد يكون هذا سبباً في تحصيلهن لدرجات أعلى في الاختبارات، ولكن ماذا عن التفوق في القدرات البحثية والعرض والإلقاء، بل وفي الالتزام بالوقت والمواعيد رغم علمنا بمعاناتهن مع المواصلات، واعتمادهن الكامل على السائق والأقارب من الرجال؟.

بحثت عن أي دراسات علمية محلية أو عالمية تفسر ذلك، لكني لم أجد، غير أني وجدت أن تفوق الطالبات ليس مجرد ظاهرة سعودية أو حتى عربية، بل وغربية أيضاً. فالمسألة إذاً ليست مجرد «فضاوة بنات» كما يقول البعض.. ختاماً، أهنئ المرأة السعودية بهذا التفوق المستحق في ميدان التعليم، وما تفوقها في ميادين العمل ببعيد، لو أتيحت لها الفرصة كاملة).

بعد قرابة 4 سنوات فقط من نشر هذا المقال، وتحديداً في 25 أبريل 2016، انطلقت رؤية 2030 الميمونة بكل ما تحمله من خطط واهتمام، يشمل كافة جوانب وقضايا تمكين المرأة، ومن ضمن ذلك إتاحة الفرصة كاملة لها في ميادين العمل المختلفة، وفي المناصب القيادية بأعلى مراتبها الوظيفية التي نراها اليوم. وفي سبتمبر 2017 صدر قرار السماح بقيادة المرأة للسيارة ابتداء من 24 يونيو 2018.

التهنئة اليوم للمرأة السعودية لم تعد مشروطة كتلك التي ختمت بها مقالي قبل 10 سنوات، بل إنها تؤكد على أن تفوقها أيضاً في ميادين العمل غير بعيد، بعد أن أُتيحت لها الفرصة كاملة ولله الحمد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store