Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

هجرة كافر وهجرة مؤمن!!

بضاعة مُزجاة

A A
من نينوي العراقية هاجر اثنان من النصارى لخارج العراق، أحدهما يعيش في هذا الزمان، وهو المعتوه الحاقد (سلوان موميكا) الذي هاجر إلى السويد ونال جنسيتها، وأحرق بعد حصوله على تصريح من الحكومة السويدية بحُجّة حرّية التعبير، نُسخة من المصحف الشريف، وداس عليه، ولعب به كما يُلعب بكرة القدم، وأسأل الله أن ينتقم لكتابه الكريم في القريب العاجل وليس البعيد الآجِل.

وأمّا الثاني فهو (عدّاس) الذي عاش في زمن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهاجر لمدينة الطائف، وعَمِلَ غُلاماً في بُستان يملكه عُتْبة وشَيْبة ابنا ربيعة، وهما من قريش قبيلة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولمّا دخل النبيّ صلى الله عليه وسلم البُستان بعد أن طرده وآذاه أهلُ الطائف آنذاك، بعث إليه ابنا ربيعة عدَّاساً ببعض العنب من باب الشفقة على ذوي الرحم، فوضعه بين يديّ النبيّ صلّى الله عليه وسلم الذي أكل منه قائلاً: (بسم الله)، وهنا أسفرت الهداية عن وجهها وبدت أنوارها، إذ ما إن سمع عدّاس البسملة حتّى قال أنّ هذا الكلام لا يقوله أهلُ هذه البلاد، فسأله النبيّ صلّى الله عليه وسلم عن بلده فأجابه أنّه نينوى، فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (مِن قرية الرجل الصالح يُونُس بن متَّى؟)، فقال عدّاس: وما يُدريك ما يُونُس بن متّى؟ فقال النبيّ صلّى الله عليه وسلم: (ذاك أخي، كان نبيّاً وأنا نبيّ)، وهنا أكبّ عدّاس على النبيّ صلّى الله عليه وسلم يُقبِّل رأسه ويدَيْه وقدمَيْه، وأسلم على الفور وهو يقول: أشهدُ أنّك عبدالله ورسوله، وكأنّ الهُدى قد سِيقَ لعدّاس في مقادير جميلة من ربّ العالمين وليس بالصدفة، كي يهتدي للإسلام ويترك دين النصرانية المُحرّف.

والمقارنة بين سلوان وعدّاس مثل المقارنة بين ما تحت الثرى والثُريّا، فالله يُضِلّ من يشاء ويهدي من يشاء، وسلوان كافر، وعدّاس مؤمن، ومُهاجَر سلوان هو السويد، وقد لُمَّ المتعوس على خائب الرجاء، ووافق شنٌ طبقة، وتوافق سلوان والسويد على كُره الإسلام ونبيّه وكتابه، ومُهاجر عدّاس هو الطائف الذي أصبح بعد الهجرة النبوية الشريفة أحد معاقل الإسلام، وما زالت بساتينه تُثْمِرُ عِنَبَها الذي أكل منه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ويُقدّسُ أهلُه القُرآن الكريم.

لا مُقارنة!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store