Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

أطباء الأسنان.. بين التوظيف والتمكين!

A A
يبلغ عدد الخريجين في كليات طب الأسنان التابعة للجامعات السعودية والكليات الأهلية؛ قرابة 2000 طبيب وطبيبة سنويًا.. ولا نذيع سرًا إن قلنا: إن معظم هذه الأعداد لم يسعفهم الحظ منذ أكثر من ثلاث سنوات في الحصول على الوظيفة التي ظلوا يحلمون بها، ويُجهِّزون أنفسهم لها طوال سنوات الدراسة الطويلة، ليكونوا ضمن كوادر وزارة الصحة، أو الجهات الحكومية الأخرى.

صعوبة التوظيف امتدت للقطاع الخاص، الذي لم يساهم - كما كان منتظرًا - في حل مشكلة أطباء الأسنان السعوديين، رغم ما يحظى به من مساعدات ودعم كبير من الدولة، فقرارات التوطين يتم العمل بها شكليًا فقط، ونسبة السعودة التي لا تتجاوز 30% شكلية أيضًا، ناهيك عن الرواتب المُنفّرة التي لا يزيد معظمها عن ٣ آلاف ريال، فضلًا عن المعاملة الجافة وعدم الشعور بالاستقرار الوظيفي، نظرًا لاستبدال الطبيب السعودي بخريج جديد للتهرب من زيادة راتبه، والاستفادة من الدعم الحكومي المقدم من الدولة!.

واقع حزين ومرير؛ يزداد مرارة بازدياد صعوبة الالتحاق ببرامج إكمال الدراسات العليا، (البورد السعودي)، الذي أصبح أشبه ما يكون بالحلم بالنسبة للخريجين، بسبب قلة عدد المقبولين من هيئة التخصصات الصحية من جهة، وارتفاع تكاليف الدراسة في الجامعات الخاصة من جهة أخرى.. والعجيب أن كل هذا يحدث في ظل إحصائية لوزارة الصحة تقول: إن نسبة تسوس الأسنان بين طلاب المدارس تصل في بلادنا إلى أكثر من ٩٣٪ كأعلى نسبة في العالم ورغم كل ما نعرفه جميعاً عن تأخر مواعيد الأسنان في مستشفيات وزارة الصحة.

ولأن تمكين الشباب ودعمهم هو أحد أهم المحاور التي جاءت بها رؤية سمو ولي العهد يحفظه الله، والتي تُشدِّد على ابتكار برامج الدعم والتدريب والتمكين؛ سعيًا لتطوير قدرات ورفع مهارات كل القوى الوطنية من الشباب والشابات، وإكسابهم المهارات الوظيفية التي تدعم حصولهم على الوظيفة المناسبة والاستقرار فيها، فإن أكثر ما يطالب به أطباء الأسنان الباحثون عن عمل هو مساواتهم في فرص التوظيف والدراسات العليا مع زملائهم من خريجي الطب البشري، مما يتطلب المزيد من التعاون والتنسيق بين الجهات ذات العلاقة، (وزارة الصحة ووزارة الموارد البشرية وهيئة التخصصات الصحية)، لاستحداث برامج لتمكين هؤلاء الخريجين من خدمة بلادهم، والالتحاق بقطار التنمية، أو فتح المجال وزيادة القبول في برامج الدراسات العليا (الزمالة) على أقل تقدير.

من جانب آخر، قد يكون في دعم الأطباء الباحثين عن عمل بقروض ذات تسهيلات في السداد، لإنشاء عيادات (فردية) أو حتى (جماعية) خاصة بهم، ضمان لفرص عمل قوية وذات مردود جيد، ليس للأطباء فقط، بل ولغيرهم من الكوادر الطبية والإدارية والمحاسبية، وربما ساعد مثل هذا المشروع في الوقت نفسه على الحد من الأسعار المرتفعة التي تشهدها معظم المستشفيات الخاصة الحالية.

لم أجد رسالة للجهات المعنية أختم بها مقالي اليوم؛ أبلغ من قول سمو ولي العهد ومُلهم الشباب السعودي: لدينا عقليات سعودية مبهرة ورائعة جداً ومُشّرفة، خاصة في جيل الشباب.. طاقات قوية، شجاعة، ثقافة عالية، احترافية جيدة وقوية، ونعمل لصناعة السعودية التي نريدها في المستقبل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store