Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
علي خضران القرني

قراءات عابرة

A A
يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه، وقد تجلَّى شعره بالحكمة والمواعظ الحسنة، في حفظ السر وإفشائه، قولاً بليغاً ودرساً يُستضاء به في بابه:

إذا المرء أفشى سره بلسانه

ولام عليه غيره فهو أحمق

إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه

فصدر الذي يستودع السر أضيق؟

*****

يفتخر بعض الناس إذا دعي لمناسبة ما، أن يسترسل في سرد الأحاديث التي قد تسيء إلى من تمثله تلك المناسبة: من احترام وتقدير لأهلها، وللمدعوين إليها، وعلى الرغم من علمه بتسخيف الحضور لحديثه، إلاّ أنه لا يرعوي عن التمادي فيه، لأنها عادة جبل عليها، والطبع يغلب التطبع، وصدق القائل:

ومن البلية عذل من لا يرعوي

عن جهله وخطاب من لا يفهم

وقالت العرب: يعرف الرجل من ثلاث: (من منطوقه ومكتوبه ومرسوله).

وفي الأمثال: إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب.

وقال الشاعر:

يُخاطبني السفيه بكل قبح

فأكره أن أكون له مجيباً

يزيد سفاهة فأزيد حلماً

كعود زاده الإحراق طيباً

*****

أرسل لي أحد الأصدقاء كعادته -مشكوراً- عبر الواتساب بضعة أبيات من الشعر الشعبي الشائع تداولها عبر التواصل الاجتماعي، لعلمه إنني من متذوقي الشعر الشعبي، والذي لا يقل -في نظري- أهمية في الهدف والمدلول عن الشعر الفصيح، أوردها هنا لسمو هدفها في تصبير النفس على مواجهة مواقف الحياة، وما أكثرها مهما اشتدت وتوالت:

يا خاطري لا تضيق الضيق والهم شين

حاول تسلى وتدله والليالي سَعْه

لابد عقب الهموم بفضل ربي تزين

اللي شراك اشتره واللي يبيعك بَعْه

ضحيت وآجد ولكن جعل ربي يعين

لابد تلقى عقب هذا التعب منفَعه

وقلب الحقائق مع الأيام لازم تبين

لا توجع القلب بالأحزان لا توجَعْه

*****

* خاتمة:

عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء يوضعُ في الميزان أثقلُ من حُسن الخلق، وإنَّ صاحب حُسن الخلق يبلغُ به درجة صاحب الصوم والصلاة).. ص الترمذي.

أسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق، وأن يُباعد بيننا وبين سيّئها بُعد المشرق عن المغرب، إنه سميع مجيب، وصدق القائل:

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت

فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store