Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

تجاوزات الحروب.. المحرم والمباح..!

A A
بعد قمة حلف النيتو الأخيرة وإعلان أعضاء الحلف على إعطاء أوكرانيا كل الوسائل للدفاع عن أراضيها وهزيمة روسيا، وهذا الموقف يعزز مخاوف روسية التي أدت إلى الحرب مع أوكرانيا.. ضخ الأسلحة إلى أوكرانيا المحرم والمباح من دول حلف النيتو وآخرها موافقة أمريكا على ارسال القنابل العنقودية المصنفة دوليًا من أسلحة الدمار الشامل، ولذلك حرم استخدامها وأبرمت معاهدة بذلك وقع عليها أكثر من مائة دولة وصادق عليها ما يقارب الأربعين دولة من بينها بريطانيا وألمانيا.

روسيا تستنكر موقف حلف النيتو بمجمله، وموقف أمريكا المتهور لدفع الحرب بين الأطراف المتحاربة إلى ذروة الانفجار.. واستنكرها بعض أعضاء الكونغرس والنواب في أمريكا من الحزبين الديموقراطي والجمهوري.

زيارة وزير خارجية أمريكا السابق هنري كيسنجر الذي ناهز عمره مئة عام -ثعلب السياسة الأمريكية وعراب التقارب بين الصين وأمريكا في عهد ريغان وبوش الأب والذي سبق أن تنبأ بحدوث حرب كونية ثالثة على إثر تدخل روسيا في سوريا واحتلال جزيرة القرم- إلى الصين قد تكون مرتبة من الإدارة الأمريكية في محاولة لتوسط الصين المتعاطفة مع روسيا في إيقاف الحرب والتوصل لحل مقبول من حلف النيتو وروسيا.

أمريكا وحلفاؤها يعلمون أن روسيا لديها ترسانة نووية ومن المستبعد أن تهزم في الحرب مع أوكرانيا.. فيما يخص القنابل العنقودية التي هي محل جدل داخل حزب النيتو، أمريكا تدعي أن إعطاءها لأوكرانيا مشروط بمحدودية الاستخدام وقد يكون الغرض تصعيد الحرب النفسية للحد من جبروت الدمار الذي تفعله روسيا بالمدن والمنشأة الأوكرانية إلا أن ردة الفعل قد تكون عكس ذلك.

وهنا سؤال يطرح نفسه هل ستصبح أوكرانيا كبش فداء لتلافي حرب كونية ثالثة تستخدم أسلحة مدمرة لن يكون فيها رابح؟

ومن تجارب الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية انتظرت حتى أشرفت أوروبا على الدمار في الحرب العالمية الثانية وعندما حان الوقت وضربت اليابان بيرل هاربر استخدمت أمريكا السلاح النووي للمرة الأولى والأخيرة لتحسم الحرب بتدمير مدينتي ناجازاكي وهيروشيما اليابانية وتعلن ألمانيا وحلفاؤها الاستسلام وبقي رئيس وزراء بريطانيا تشرشل وديغول فرنسا خارج معادلة اقتسام العالم بين أمريكا والاتحاد السوفيتي.

في الحرب الجارية في أوكرانيا لا يوجد إلا فلاديمير بوتين وبلنسكي الذين قد يكونا آخر ضحايا الحرب لتجنب حرب نووية تدمر العالم ولن يكون هناك رابح وقد يكون في جعبة كيسنجر خلال ذهابه إلى الصين في المرحلة الأخيرة من عمره الحل المقبول بوصافة الصين وإخراج ثعلب السياسة الأمريكية المتمرس في مكر تجاوزات الحروب.. كما أن نجاحه في هذه المهمة قد يساعد ترامب ليكون الرابح في الانتخابات الأمريكية القادمة الذي لازال يهز أروقة البيت الأبيض بخطبه النارية وجمهوره الموالي لسياسته ضد ادارة بايدن..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store