Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

صاحب المتجر.. أو وكيل الماركة!

A A
قبل سنوات في شهر رمضان، اضطررت للتسوق من أحد فروع ماركات الملابس المتوسطة أو الشعبية في شارع التحلية، ولأني لا أتسوق خلال شهر رمضان، وإذا اضطررت فيكون بعد صلاة الظهر، حدث يومها كذلك.. بعد أن اختار من كنت برفقتهم الملابس، ذهبنا إلى غرفة القياس لتجربة ما اختاروه، لكن الغرفة مغلقة، ذهبنا مجبرين لدفع الحساب، وقفنا في طابور طويل، والمحاسب يبدو أنه مرهق ولا يحتمل كلمة من متسوق.. قبل أذان العصر؛ فوجئنا بغلق الكاونتر والطابور لم يتحرك، ولم أتمكن من مغادرة المكان كي لا أكسر بخاطر الصغار وهم يحملون الملابس، وقفت حتى جاء دورنا، كانت الساعة قاربت الخامسة عصرا.

ولأن الملابس دون قياس يمكن أن نعيدها ونستبدلها، أو نستلم بطاقة نستخدمها للشراء من الفروع التجارية المنتشرة لذات رجل الأعمال.. الآن انتهت تلك الإشكالية بفضل الله وبفضل رؤية قيادتنا الرشيدة، وألزمت المتاجر على إعادة المبلغ في حالة ارجاع البضاعة.

لكن بعض المتاجر تلزم المشتري إعادة البضاعة في نفس الفرع، مع أن نفس الماركة في لندن مثلا، يمكنك إرجاع البضاعة في أي فرع، وتسترد قيمتها على حسابك البنكي.

الأسبوع الماضي كنت مع حفيداتي، استدرجنني لأحد تلك الماركات، وقفن في الطابور الطويل، فلم أشعر بالمعاناة إلا عندما أردت إرجاع قطعة واحدة، ولأن الدفع تم ببطاقتي البنكية، تطوعت لإرجاع القطعة، وليتني لم أفعل.

المحاسب واحد، والطابور طويل، والعمليات معقدة، استبدال وترجيع، وشراء، والمحاسب يستلم القطعة المعادة، فيعيد إليها القطعة التي نزعت منها، ويشطب فاتورة، ويعد فاتورة أخرى، ولأننا في الصيف، والإجازة تحرض على السفر والتسوق، فالمشتريات في أيدي النساء كثيرة، والطابور واقف لا يتحرك، المشكلة أنه توجد ثلاثة أو أربعة أماكن للحساب لكنها مغلقة، ولا يوجد بها أحد.

هذه الظاهرة في المحلات الكبيرة والسوبرماركت الكبيرة أيضاً، تجد الكاونتر طويل ومعد، ولكن الذي يعمل اثنان أو ثلاثة فقط، والباقي مغلق، والطوابير طويلة لا أحد يرأف بكبير سن أو مريض للأسف.

العام الماضي كنت في مثل هذا الوقت في لندن، كان الزحام غير طبيعي، كان يخيفني، بعد أن وهن العظم مني، فلا أحتمل الوقوف الطويل، والطوابير أفر منها، لكن الأمر هناك مختلف مهما كان الازدحام وامتدت الطوابير، تمضى سريعا، ويأتي دورك لأن عدد الكاشير كبير أيضا، يمتص الازدحام والطوابير الطويلة، بالإضافة إلى مشرف يراقب ويتدخل عند وجود مشكلة.

لذلك أتمنى أن تحل هذه الإشكالية المرهقة؛ التي تعيق وترهق التسوق المريح والسلس.. الحل سهل، ويحل جزء من مشكلة السعودة، طالما أن المتجر أعد أماكن لعدد من المحاسبين، عليه فقط توظيف عدد كاف لاستيعاب الزيادة في عدد المتسوقين في المواسم، في شعبان ورمضان وتسوق العيد والصيف، فالسفر لم يعد لخارج الوطن فقط، بل أصبحت حركة السياحة الداخلية أكبر، ولأن التسوق جزء مهم من متعة السفر والإجازة، لا بد أن يجد السائح والمتسوق تسهيلا مشجعا ومحفزا على إعادة التجربة.بالنسبة لي لن أكرر تجربة التسوق من تلك الماركة، وربما من ماركات أخرى، لأن أهم نقطة في المتجر، ترهقك وتزهدك في القطعة أو القطع التي اشتريتها، كما أن غرف القياس مهمة جدا، وأن تكون متسعة ونظيفة وبها مقاعد لانتظار المرافقين، سواء الزوج أو الأطفال أو الأمهات.

بعض المتاجر الفخمة تحرص على ذلك، وتدلل الزبون حتى بالقهوة والمياه المعدنية، ومن حق الزبون في أي متجر أن يقابل بمعاملة مماثلة، المتاجر كبيرة جدا ومتسعة بشكل يرهقك في المشي فيه، ولكن لا يوجد بها غرفة قياس واحدة، ومحاسب واحد فقط مُرْهَق وبطيء؛ خوفاً من الخطأ، وهو معذور، الذي لا يعذر هو وكيل الماركة، أو صاحب المتجر، أو الشركة التي تدير السوبر ماركت أو الماركة داخل وطننا الغالي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store