Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

أزمة القضاء في إسرائيل..!

A A
الانقسام في داخل إسرائيل على تعديلات اقترحتها حكومة نتنياهو على بعض البنود في القضاء غير مسبوق حيث وصل الانقسام الظاهر كل أطياف المجتمع الإسرائيلي ولكن القليل من المعلومات متاح لمعرفة لماذا في هذه المرحلة أقدمت حكومة يمينية متطرفة على تلك الخطوات التي حتى بايدن الصهيوني العتيد -كما أفصح عنه في سيرته الطويلة في السياسة الأمريكية وهو الآن في المكتب البيضاوي.. ولكن نتنياهو لم يسمع له وواصل طرح التعديلات وتمت الموافقة عليها بأغلبية في الكنيست الإسرائيلي ..!

القضاء الإسرائيلي من الأساس غير عادل في حق سكان الأرض.. الفلسطينيين الذين اغتصبت أراضيهم ونهبت أملاكهم وحطمت منازلهم فوق رؤوسهم ودنست مقدساتهم وحرقت مزارعهم وما يسمى بالقضاء الإسرائيلي صامت عن كل تلك الجرائم والآن هناك صراع بين المجرمين على كيفية اقتسام ما نهبوه بدون وجه حق وبعيدًا عن كل الاعتبارات الإنسانية والأخلاقية والقوانين والأعراف الدولية.

والسؤال عن ماذا تعبر التعديلات والاحتجاجات الصاخبة عليها في الشارع الإسرائيلي؟ وهل هناك يقظة ضمير ستقود للاعتراف بأنهم لصوص تجمعوا من أصقاع الأرض وكونوا كيانًا صهيونيًا عنصريًا إجراميًا بدعم مطلق من أمريكا والدول الغربية؟ أم إنها مسرحية توهم العالم بأن إسرائيل دولة ديموقراطية تقدم على شطب كل جرائمها من سجلاتها وتبرر للعالم أنها تمر بمرحلة إصلاحية تؤهلها للقبول وتصرف النظر عن تلك الجرائم التي كان ولازال القانون القضائي الإسرائيلي جزء منها متناسين أن هناك راصدًا فلسطينيًا وعربيًا لكل جريمة ارتكبها الصهاينة في حق فلسطين وأهلها وأن التاريخ لن يرحم وأنهم سيحاسبون عليها.

رحم الله إدوراد سعيد الذي ناشد العالم والضمير اليهودي أن يكفوا عن الانتقام من الفلسطينيين على جرائم لم يرتكبوها وأن يكونوا منصفين أمام العدالة ولكن هيهات فلا ضمير لدى الصهاينة ولا قضاء منصف بل مجموعة لصوص أصبح لهم كيان يملك رؤوسًا نووية تحت رعاية مطلقة من أمريكا راعية الإرهاب الصهيوني من البداية والآن تغض الطرف وتدير مسرحية الاحتجاجات من الخلف ونتنياهو يلعب دور المتمرد على أسياده.. ولكن في عصر السوشال ميديا لم تعد حيل الماضي تنطلي على أحد... وسؤال ملح.. أين الفلسطينيون من تلك التعديلات؟ ولماذا لم يسمح لهم بالانضمام للاحتجاجات القائمة والمطالبة بحقوقهم المغتصبة وحياتهم الدستورية المغيبة في كيان يدعي أنه ديموقراطي..!

الكيان الصهيوني من البداية يرفض كل الحلول بما في ذلك حل الدولتين.. أو دولة واحدة للجميع مبنية على المساواة بين المواطنين عرب ويهود كما طرح إدوارد سعيد قبل وفاته.. وما أزمه القضاء الحالية في إسرائيل إلا مجرد مسرحية لها مآرب أخرى..؟

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store